الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات جواز رفع أجهزة الإنعاش عن المريض

السؤال

ابنتي ذات السبع شهور مصابة بمرض (يسمى ويردنج هوفمان) وهو مرض خلقي عصبي حيث إنها لا تحرك أطرافها، ولديها صعوبات تتزايد تدريجيا في التنفس والبلع. الآن بدأ اعتمادها يزيد على الأجهزة، وكما أكد لي الأطباء أن جميع الأطفال المصابين بهذا المرض يموتون خلال 18 شهرا (والله أعلم) وأنهم جميعا يعتمدون على الأجهزة اعتمادا كليا بعد فترة ولا يتحرك فيهم شيء إلا أعينهم حيث يتم فتح فتحة في البلعوم لتمديد أنبوب للتنفس، وفتحة أخرى في المعدة لإدخال الطعام بالإضافة إلى أن المريض يحتاج إلى متابعة وتنظيف ولا يستطيع الكلام حيث لا يسمع منه إلا الأنين.
أخبرني الطبيب المسؤول وهو طبيب مسلم مؤتمن وثقة (نحسبه والله حسيبه) أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أفتى بجواز نزع الأجهزة عن المريض الذي لا يرجى برؤه، أو عدم وضعها عليه إذا تطور مرضه واحتاج لها. وابنتي بدا عليها أنها أصبحت تحتاج الأجهزه تدريجيا، وأنا لا أريد ابنتي أن تتعذب. فهل يجوز لي أن أأمر الأطباء بعدم وضع الأجهزة عليها حال احتاجت لها. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي نفتي به أنه لا يجوز رفع تلك الأجهزة عن تلك الطفلة، بل يسعى في علاجها ويلتمس شفاؤها من الله تعالى ويؤخذ بالأسباب المفضية إلى ذلك، ولا ترفع عنها تلك الأجهزة إلا إذا تحقق موتها، وانظر الفتوى رقم: 77619 . ومن العلماء من يرى أن المريض إذا كان ميؤوسا من حياته جاز ترك إنعاشه إذا شهد بذلك الأطباء الثقات، وهاك نص فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان الحالات التي يجوز فيها ترك إنعاش المريض:

أولا: إذا وصل المريض إلى المستشفى وهو متوفى فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش. ثانيا: إذا كانت حالة المريض غير صالحة للإنعاش بتقرير ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات - فلا حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش. ثالثا: إذا كان مرض المريض مستعصيا غير قابل للعلاج، وأن الموت محقق بشهادة ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات - فلا حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش. رابعا: إذا كان المريض في حالة عجز، أو في حالة خمول ذهني مع مرض مزمن، أو مرض السرطان في مرحلة متقدمة، أو مرض القلب والرئتين المزمن، مع تكرار توقف القلب والرئتين، وقرر ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات ذلك - فلا حاجة لاستعمال جهاز الإنعاش. خامسا: إذا وجد لدى المريض دليل على الإصابة بتلف في الدماغ مستعص على العلاج بتقرير ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات - فلا حاجة أيضا لاستعمال جهاز الإنعاش، لعدم الفائدة في ذلك. سادسا: إذا كان إنعاش القلب والرئتين غير مجد، وغير ملائم لوضع معين حسب رأي ثلاثة من الأطباء المختصين الثقات - فلا حاجة لاستعمال آلات الإنعاش، ولا يلتفت إلى رأي أولياء المريض في وضع آلات الإنعاش أو رفعها، لكون ذلك ليس من اختصاصهم. انتهى.

والعامي يقلد من يثق بفتواه من أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 120640.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني