الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاشتراك في موقع إعلاني إذا دار أمر المشترك بين الغنم والغرم

السؤال

هنالك اشتراك في شركة بدفع مبلغ معين أو مضاعفاته، وتطلب منك هذه الشركة مشاهدة إعلانها بعدد محدود أسبوعيا، وتقوم هذه الشركة بإيداع مبلغ معين حسب مبلغ اشتراكك، وبهذه الطريقة يتضاعف رصيدك لدى الشركة. وأيضا لك مبلغ معين كلما أقنعت أشخاصا للدخول في هذا الموضوع.
ومنطق هذه الشركة بأنها وسيط إعلاني لشركات تود الإعلان عن منتجاتها، وتدفع لهذه الشركة نظير عدد مشاهدي إعلاناتها.
الرجاء من سماحتكم إفادتي بشرعية هذا الكسب من عدمه وخاصة بأن هنالك عدد كبير من أصدقائي دخلوا فيه وأريد فتوى صريحة تبين حقيقة هذا المال المكتسب شرعيا (حرام أم حلال).
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز الاشتراك في الشركة وفق ما ذكرت لما في ذلك من القمار والغرر وغير ذلك . فالمشترك يبذل مالا مقابل اشتراكه وقد يغنم بسبب ذلك مالا أكثر مما دفع وقد لا يغنم شيئا، بل يخسر ما اشترك به إن لم يجد أشخاصا يقنعهم بالاشتراك ليكونوا في خانته وهذه هي حقيقة عقد القمار وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ. [المائدة:90-91].
ولا يخفى على المسلم قبح القمار وقد رأى أن المولى تبارك وتعالى قرنه بعبادة الأصنام والخمر والأزلام . فالكسب الحاصل من هذا العمل كسب محرم لأنه حاصل من مقامرة فيجب تركه والحذر منه. ولمزيد من الفائدة انظر هاتين الفتويين: 122925 / 80472.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني