الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن الجماعة خوفا على المال

السؤال

شيخنا الفاضل
هل تقدم طاعة الوالدين على صلاة الجماعة. فالبارحة كان الوالد خارجا من البيت فطلب مني أن لا أغادر البيت حتى يعود، والسبب أن لدينا مالاً نخبئه في البيت فخاف الوالد من دخول أحد اللصوص وسرقة المال وقد سبق وحصل هذا لجارتنا وقد قيل إن هذا الشخص الذي سرق من بيتها كان يعرفها ويعرف أوقات خروجها من البيت ودخولها. المهم رفضت أن أبقى في البيت لكي لا أضيع صلاة العصر في الجماعة وقلت له أن نتوكل على الله ونترك المال في البيت فغضب أبي مني. فهل ما فعلت الصواب أم أني عصيت الله تعالى؟
جزاكم الله عنا كل خير ووفقكم في الدنيا والاخرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد اختلف الفقهاء في حكم صلاة الجماعة، وذكرنا أقوالهم في ذلك بالفتوى رقم: 15661 ، والمرجح عندنا القول بوجوبها على الأعيان كما في الفتوى رقم: 1798.

وقد ذكر أهل العلم أن الخوف على المال من الأعذار التي تبيح التخلف عن الجمعة والجماعة، قال خليل في مختصره في الفقه المالكي: وخوف على مال. اهـ. ولا يقتصر ذلك على مال نفسه بل يدخل فيه مال غيره، قال المواق في التاج والإكليل شارحا عبارة خليل السابقة: أي مال له بال ولو لغيره. اهـ.

ومال الأب أولى بالدخول فيه، كما لا يخفى أن طاعة الأب واجبة في المعروف.

ومما ذكر يمكن أن تعرف ما إذا كان الذي فعلته هو الصواب أم لا.

وننبه إلى أن المعتبر في الخوف أن يكون له سبب حقيقي، لا أن يكون الأمر مجرد توهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني