الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل في صلاة التراويح

السؤال

نحن في مسجدنا منذ تأسيسه قبل حوالي عشرين سنة نصلي صلاة التراويح عشرين ركعة وثلاث ركعات الوتر , لكن الكثير يصلون فقط ثماني ركعات ويخرجون ,والبقية القليلة التي تبقى مع الإمام لإكمال العشرين يضايقون إمام المسجد كل يوم وكل سنة ويزعجونه ويقولون له بأنك تطيل علينا وتتعبنا,فيتضايق الإمام من كلماتهم له علماً بأن جميع ركعات التراويح مع الصلاة العشاء والوتر تستغرق حوالي ساعة وأحياناً ساعة و10 دقائق والأذكار االمسنونة بعد العشاء .الآن وفي هذه السنة يخطر في بال الإمام هذه الفكرة ويريد حكم الشرع في هذه الفكرة في حال إذا وافق المصلون على فكرته:الفكرة هي: يريد الإمام أن يصلي بالجميع 8 ركعات وثلاث وتر ويستدل بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد في ليالي رمضان وغير رمضان على 11 ركعة أو 13 ركعة كما صحت الأحاديث بذلك, وحتى يأخذ بالأيسر في هذا الأمر وفي هذه الحالة هؤلاء الذين كانوا يصلون 8 ركعات ويخرجون سيبقون مع الإمام حتى ينهي الإمام 11 ركعة فينال الإمام أجرهم وأجر الجميع فيخرجون مع بعضهم وفي هذه الحالة يعتقد الإمام أن لا أحد بعد ذلك يشكو ننتظر رأيكم وجزاكم الله خيراً والإطالة في رأيهم هم لكن في نظر الإمام هذه ليست إطالة . فنرجو أن تبدو رأيكم في هذه المسألة, وأن تطلعونا على جميع الأدلة الصحيحة على جواز أداء صلاة التراويح 8 ركعات وبعدها ثلاث ركعات وترا وأن تبينوا لنا الطريقة التي من خلالها يستطيع الإمام أن يقنع القلة القليلة التي تفضل العشرين على الثمانية علماً أن الإمام في هذه الحالة سيصلي الثماني ركعات بمزيد من الخشوع والاطمئنان والتؤدة بينما عندما كان يصلي العشرين كان يسرع فيها وفي قراءة الفاتحة والآيات بعدها خشية الإطالة على المصلين .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالثابت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، ومن ثم فالتزام سنته صلى الله عليه وسلم وصلاة إحدى عشرة ركعة لا شك في أنه أحسن وأولى، ولكن الزيادة على هذا القدر جائزة بلا شك، والذي ينبغي فعل ما هو أرفق بالناس؛ إذ المقصود استغراق ما أمكن من الليل بالصلاة، فإذا كان طول القيام يشق عليهم فاستعاضوا عنه بكثرة الركوع والسجود فحسن، وإذا كان يشق عليهم صلاة عدد كثير من الركعات فاقتصر الإمام على إحدى عشرة ركعة يطول فيها ويحسن قيامها وركوعها وسجودها فهذا أولى، والأمر واسع والحمد لله، ولمزيد من بسط القول انظر الفتويين رقم: 139775 ، ورقم: 113540.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني