الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قالت في نفسها (يبدو أني سأصوم في الغد قضاء رمضان) ولم تكمل الصوم

السؤال

قلت في نفسي يبدو أني سأصوم في الغد قضاء رمضان، وأتى اليوم الثاني وتذكرت أني نويت الصوم ولم أكمل صيامي، أعلم أنه يجب علي إكمال الصيام لكن تلك اللحظة قلت ذلك ولم أكن متيقنة من الصيام، وقالت أختي كان يجب عليك إكمال صيامك. هل علي شيء ؟ أريد الأحوط جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن كنت تقصدين بقولك: { يبدو أني سأصوم في الغد } أنك عازمة على الصيام ولست مترددة, وقلت ذلك في ليلة اليوم الذي أردت صيامه فقد تحققت نية الصوم بهذا، وكان الواجب عليك إكماله ولم يجز قطعه, لأن قطع صوم الفرض بعد الشروع فيه لا يجوز؛ لقوله تعالى: { ... وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } سورة محمد : 33 .
قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: القضاء إذا كان قضاء عن واجب كقضاء رمضان، فإنه لا يجوز لأحد أن يفطر إلا لضرورة، لأن القاعدة الشرعية: أن كل من شرع -أي بدأ- في واجب فإنه يجب عليه إتمامه إلا لعذر شرعي. اهـــ.

والواجب عليك في هذه الحال قضاء ذلك اليوم مع التوبة، ولا يلزمك غير هذا .

وأما إن كنت مترددة في الصيام ولست متيقنة فإن النية لم تتحقق، وبالتالي لا حرج عليك في فطر ذلك اليوم بعد الشروع في صيامه, وكذلك إذا نويت ولكن قبل دخول ليل ذلك اليوم فإن نية الصيام لا تصح قبل الليل في صوم الفريضة؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 112808.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني