الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأعذار تبيح تأخير الصلاة

السؤال

أحيانا أكون في المستشفى لفحوصات والدي ويكون بعض الأحيان مقعدا على كرسي عجلات ويحين وقت الصلاة ولكننا في انتظار مناداتنا لاستلام النتيجة في أي وقت ولا ندري متى؟ فهل أتركه وأذهب لأصلي بالرغم من أن ذلك قد يضر بفوات استلام النتيجة أو أنتظر معه حتى نستلم النتيجة ثم أذهب لأصلي؟ علما بأن ذلك قد يخرج الصلاة عن وقتها مثل صلاتي المغرب والعشاء حيث إن الوقت بينهما قصير والانتظار قد يطول إلى أن يخرج الوقت.
نفس الموقف يحصل معي إذا كنت برفقة أمي في السيارة والطريق بعيد. فهل أتوقف وأذهب إلى مسجد لأصلي فيه وأتركها لوحدها في السيارة أو أنتظر حتى نعود إلى المنزل علما بأن الطريق قد يكون طويلا ويخرج الصلاة عن وقتها خصوصا في الطرق الرئيسية والتي تكون مزدحمة.
أفيدون جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فههنا مسألتان ينبغي التفريق بينهما في الجواب, أولاهما تأخير الصلاة حتى خروج وقتها بسبب ما ذكرته من الأعذار, وثانيهما تفويت صلاة الجماعة - مع أداء الصلاة في وقتها - بسبب تلك الأعذار.

فأما المسألة الأولى فالجواب فيها هو أنه لا يجوز تأخير الصلاة إلى أن يخرج وقتها بحجة انتظار الفحوصات ونحوه مما ذكرته , وليس ما ذكرت عذرا يبيح ذلك لأنه بإمكانك أن تصلي في المكان الذي أنت فيه تنتظر نتيجة الاختبار ووالدك مطالب بالصلاة أيضا, وبإمكانك أن توقف السيارة وتصلي في أي مكان ووالدتك مطالبة بالصلاة في الوقت أيضا، وإذا وجد عذر شرعي يمنعها من الصلاة فإنه لا يوجد ما يمنعك من الصلاة فتصلي، ولا يجوز لك تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها إلا إذا نويت جمعها مع ما بعدها، فإن بعض الفقهاء يرون جواز الجمع بين مشتركتي الوقت بالنسبة للمقيم عند وجود مشقة في عدم الجمع, وعلى هذا القول يجوز لك أن تؤخر المغرب وتجمعها مع العشاء، وتؤخر الظهر لتجمعها مع العصر عند وجود مشقة, وانظر الفتوى رقم: 119126والفتوى رقم: 6846.
وأما المسألة الثانية وهي تفويت صلاة الجماعة فهي أخف قليلا؛ فقد سبق أن بينا أن الفقهاء اختلفوا في وجوب صلاة الجماعة في المسجد، وأن القائلين بوجوبها ذكروا جملة من الأعذار التي يجوز معها التخلف عنها ، والضابط الجامع لتلك الأعذار هو وجود مشقة من نحو مرض أو خوف أو تعطل ما به المعاش أو فوات مصلحة معتبرة أو تمريض قريب ونحو ذلك.

فكونك عند الطبيب تنتظر نتيجة الفحص وتخشى فواته إن ذهبت للجماعة وصليت , أو كون الوالدة معك في السيارة ووجدت مشقة في تركها في السيارة إن دخلت للمسجد لكونها مريضة أو ضعيفة لا تقوى على الانتظار كل هذا نرجو أن يكون عذرا لترك الجماعة في المسجد ما دمت ستؤدي الصلاة قبل خروج وقتها , وانظر التفصيل في الفتوى رقم :145593 ، والفتوى رقم: 142821 .

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني