الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استمر في وعظ زوجتك وتذكيرها بالله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم أخوتى فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا شاب فى الثانية والاربعين من عمرى اديت فريضة الحج والحمد لله زوجتى ارتدت الحجاب منذ فترة قصيرة ثم الان خلعت الحجاب ولا تريد ان تضعه رغم انها تصلى ولكنها فجاة لاترغبه، في البداية وعظتها وهددتها ولكنها لاتريده وانا كنت قد وعدتها باداء فريضة الحج هذا العام ولكنها حملت ووعدتنى بارتدائه قبل الحج نسيت ان اذكر لكم ان عندنا طفلة عمرها عام وسبعة اشهر بحثت عن السبب فلم اجد وانا الان حائر ماذا افعل معها اريد ان اعرف حكم الدين وكيف اتصرف فى هذا الامر من وجهة نظر ديننا الحنيف . وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..... وبعد: جزاك الله خيراً على ما تقوم به تجاه زوجتك، امتثالاً لأمر الله لك، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً" [التحريم:6] وما تفعله أنت هو من تمام القوامة التي هي رعاية المصالح الدنيوية والدينية كذلك. قال تعالى: "الرجال قوامون على النساء……".[النساء:34] وعلى المرأة أن تعلم أن الحجاب فرض عليها وليس لها أن تختار من أمر الله ما تشاء فتفعله وما لا تشاء فتتركه ، قال تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا" [الأحزاب:36]، وعليها أن تعلم أن ما تفعله يعد نشوزاً لأن طاعة زوجها في غير معصية الله واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة في المعروف". ومما لا ينكره عقل أن أمر الزوج زوجته بالحجاب من آكد المعروف حيث قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنيين عليهن من جلابيييهن" [ الأحزاب:59] وأنه لا يحل لها أن تظهر زينتها لغير الذين ذكرهم الله تعالى: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن…" [النور:31]الآية. وأما أنت أخي الفاضل فاستمر على ما أنت عليه من نصح ووعظ وتخويف من عذاب الله وغضبه فإن أبت وأصرت فاهجرها في المضجع فإن أبت واستمرت فاضربها ضربا غير مبرح أي لا يترك أثراً على جلد ولا يكسر عظماً لأنه ضرب تأديب وليس عقاباً. قال تعالى: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً". ولعل زوجتك أصرت على خلعها للحجاب بعد أن لبسته من مخالطتها بعض النساء غير المحجبات أو تشاهد الأفلام والمسلسلات فأحبت أن تقلدهن. فعليك إبعادها عن تلك المؤثرات. والله جل وعلا يوفقك للرشاد والخير والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني