الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يرجع إلى بلده قبل سداد ديونه الربوية في بلاد الكفر

السؤال

أعيش في السويد منذ خمس سنوات، وأعيش في محنة، فمنذ سنتين أدفع كل شهر قسطا من الربا للشركات السويدية ولا أستطيع دفعه لأنهم يرسلون الأوراق كل شهر، فأنا لم آخذها ولا أحب أن أدفعها، ولكنني مجبر وليست لي حيلة ولا أشتغل، ولكن أجد مساعدات من جانب الحكومة السويدية، فماذا أفعل؟ أريد أن أهاجر إلى بلدي لأنني لا أريد أن أكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة، فهل يجب علينا تركها أو الهجرة منها؟ وهل أنتظر حتى أدفع هذا المبلغ من الربا وأعرف أنني لا أستطيع دفعه حتى لو بقيت خمس سنوات أخرى؟ فمادا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي فهمناه من السؤال أنك تعاملت مع شركات سويدية بالربا، وأنك لا تستطيع الوفاء بما عليك، فإذا كان كذلك فإنه يجب أن تتوب إلى الله تعالى من التعامل بالربا، وأما قضاء ما عليك من ديون فالواجب أن ترد رأس المال فقط دون فائدته، وأما الفائدة فلا يجوز دفعها إلا إن اضطررت لذلك، وأما الإقامة في ديار الكفر فإنها لا تجوز إلا لمن يستطيع أن يقيم شعائر دينه، ويأمن على نفسه الوقوع في الفتنة، ومع ذلك فينبغي أن يجتنب المسلم الإقامة هناك على أية حال، لما يترتب عليها من محاذير جسيمة ومخاطر عظيمة، وعلى ذلك، فإن كنت رددت رأس المال فبادر بالرجوع إلى بلدك، وليس عليك بعد ذلك شيء، وإن كنت لم ترد رأس المال فعليك أن تكمله بقدر طاقتك، سواء قبل الرجوع لبلدك أو بعد ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني