الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استشعار نظر الله وذهاب الحسنات يوم القيامة خير رادع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع وأود منكم مساندتي للتخلص من حالة دائما تعتريني ...أنا طالبه في الجامعة بقسم القانون والشريعة ... من عائلة محافظة جدا ولكن مشكلتي هي أني عند نقص المال عني تمتد يدي على محفظة أمي وأبي وإخوتي ... وحتى صديقاتي في الجامعة ... حاولت أن أتخلص من هذه الصفة ولكني لم أستطع أنا في حاجة لكم ســــــــــــاعدوني ...؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعليك أن تستشعري عظم المنكر الذي تفعلينه، فالله سبحانه وتعالى يقول:وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [البقرة:188].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. متفق عليه.
ويقول أيضاً صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. متفق عليه.
ويقول أيضاً: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد وأبو داود.
ويقول أيضاً: من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان. رواه أحمد.
ويقول أيضاً: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده. رواه البخاري ومسلم.
فتدبري هذه النصوص وغيرها من نصوص الكتاب والسنة، واعلمي أنك بفعلك المذكور تقتحمين الحرام، وتعتدين على حقوق الآخرين مما يوجب لك غضب الله، ويلحق بك لعنة رسول الله، وينفي عنك كمال الإيمان والإسلام.
فعليك أن تتقي الله، وأن تتوبي توبة صادقة إلى ربك، وعندما تسول لك نفسك مثل هذا الأمر تذكري نظر الله إليك ومحاسبته لك يوم الدين، ومن صدق التوبة أن ترجعي الحقوق إلى أصحابها، أو أن تتحللي منهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقال أيضاً: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذت من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.
وإن كنت تخشين الفضيحة فعليك أن تحتالي بطريق ما لإيصال الحقوق إلى أهلها، كأن ترسليها إليهم بحوالات بريدية أو مصرفية دون أن تذكري اسم المرسل الصحيح كأن تقولي : أم فلان -مثلاً- ونحو ذلك من الحيل التي تتوصل بها إلى رد الحقوق لأهلها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني