الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي دلالة التوافق على رؤيا من عدة أشخاص

السؤال

هل يمكن لشخصين مشاركة نفس الرؤيا - يتكلمان مع بعض - كأن يحلم شخص أنه يحذر صديقه من شيء أو يبشر صديقه بشيء، وذلك الصديق يرى نفس الحلم، أو يكونا بعيدين عن بعض في دولتين مختلفتين, ويسلم بعضهما على بعض في الحلم, فهل هذا ممكن لسبب طبي أو بدون سبب - كرامات من الله لعباده -؟ وهل هناك دليل- مثل فرض الأذان, والحديث الوارد في كيفية إقراره -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن توافق وتواطئ بعض الناس في رؤيا معينة ممكن الوقوع, فقد وقع ذلك للصحابة الكرام في الأذان, وفي ليلة القدر, ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر, فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر. ولا يعلم لهذا الأمر سبب محدد, إنما هو أمر - بإذن الله وتقديره - ولحكم يعلمها سبحانه, ففي فتح الباري: ويستفاد من الحديث أن توافق جماعة على رؤيا واحدة دال على صدقها وصحتها, كما تستفاد قوة الخبر من التوارد على الاخبار من جماعة.

على أن الرؤيا تتنوع, لكن لو تواطأ على رؤيتها مجموعة من المؤمنين فهي علامة الخير, قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: والرؤيا قد تكون من الله, وقد تكون من حديث النفس, وقد تكون من الشيطان, فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على أمر كان حقًّا, كما إذا تواطأت رواياتهم أو رأيهم, فإن الواحد قد يغلط أو يكذب, وقد يخطئ في الرأي, أو يتعمد الباطل, فإذا اجتمعوا لم يجتمعوا على ضلالة, وإذا تواترت الروايات أورثت العلم, وكذلك الرؤيا, قال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في السبع الأواخر, فمن كان منكم متحريها فليتحرها في السبع الأواخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني