الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خير علاج للوسوسة الإعراض عنها والثبات على الأعمال الصالحة

السؤال

أثابكم الله فضيلة الشيخ. أُقيمت صلاة العشاء في المسجد الذي في حيّنا، ولم يكن هناك من المصلين إلا أنا ورجل آخر، فقدمني إماما و قال بما معنى كلامه أننا لم نسمع صوتك أو كما قال، وكنت أدعوه ليكون هو الإمام لكنه رفض، و أصرّ على أن أكون أنا الإمام. بصراحه يا شيخ أنا موسوس حيث إنني لما قرأت شعرت بأني أسمعه صوتي، وعندي وساوس في القراءة، فأفكر هل سينتبه أني موسوس أم لا. وعندما ركعت يأتي شعور بماذا سيقول بعد الصلاة عن أدائي للصلاة، وكذلك إذا لم آت ببعض السنن مثل جلسة الاستراحة وهو جاء بها أفكر ماذا سيقول بعد الصلاة، لم أخشع في الصلاة، وخطر في بالي وأنا في ركوع أن الرياء خفيّ، لكني يا فضيلة الشيخ عند أول سجود دعوت الله بأني قلت (( اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك وأنا أعلم ... إلى آخر الدعاء)) وأنا فضيلة الشيخ موسوس، أشعر بضيق في صدري؛ لأني واقع بين أمرين: بين أن أعيد الصلاة؛ لأني أحسست إحساسا قويا أني مراء. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى بين مدافعة الوساوس وعدم الوقوع في النهي عن أداء الصلاة مرتين في اليوم. فهل من توجيه وجزاكم الله خيرا ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه الوساوس من الشيطان ليقطع عنك عبادتك، وليدخل عليك الهم والحزن، ولا علاج خير لك من الإعراض عنه، والالتجاء إلى الله أن يكف عنك شره، وإن من الإعراض عنه عدم الالتفات إلى ما وسوس به لك من إعادة الصلاة؛ فإن هذا الباب لو فتحته على نفسك لم ينغلق إلا أن يشاء الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان، إن كيد الشطان كان ضعيفا، وكلما أراد العبد توجها إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب. انتهى.

وقد سئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها... وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى التالية أرقامها: 51601، 134196، 70031.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني