الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من وجد صفا معوجا هل يخرج منه إلى صف آخر

السؤال

في بعض المرات، عند إقامة الصلاة في المسجد ألاحظ أن الناس في صفي غير مستوين، ترى البعض متقدمين بخطوة، شيء عجيب وقد قرأت حديثا ينص على أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الصف الأعوج، فهل في هذه الحالة يجوز لي الخروج من هذا الصف والالتحاق بصف آخر أو الانتظار حتى يتكون صف جديد؟ وبارك الله فيكم. 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فحديث: إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ـ هو حديث مشهور على ألسنة الناس وكثير من أئمة المساجد، ولا أصل له صحيح ولا ضعيف، ولم يخرج في كتب السنة فيما وقفنا عليه, قال العلامة ابن باز: لا أصل له.

وكذلك قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الشرح الممتع: هو حديث مشهور بين الناس، وليس له أصل. اهـ.

وقال الشيخ مشهور حسن في كتاب القول المبين في أخطاء المصلين: لا أصل له, وسمعت الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ يُسأَل عنه فقال: حديث أعوج. اهــ.
والمشروع في حقك أخي السائل إذا وقفت في الصف ووجدت المصلين ليسوا مستقيمين وبعضهم متقدما وآخر متأخرا فإنه يشرع لك أن تساهم مع الإمام في تسويتهم لا أن تفر من الصف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ. رواه أبو داود.

قال صاحب عون المعبود: وَلِينُوا: أَيْ كُونُوا لَيِّنِينَ هَيِّنِينَ مُنْقَادِينَ بِأَيْدِي إِخْوَانكُمْ: أَيْ إِذَا أَخَذُوا بِهَا لِيُقَدِّمُوكُمْ أَوْ يُؤَخِّرُوكُمْ حَتَّى يَسْتَوِي الصَّفّ لِتَنَالُوا فَضْل الْمُعَاوَنَة عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى. اهــ.

فهذا يدل على أن المأمومين يتعاونون على تسوية الصف أيضا ولا يَكِلُوا ذلك إلى الإمام وحده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني