الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط السفر والعيش في بلاد غير إسلامية

السؤال

أنا مصري مقيم في السعودية منذ سنوات, مطلق, ولي ولد صغير, وتزوجت منذ أكثر من عام بأخت فاضلة طُلقت عن ولدين وبنت صغيرة, وهي ألمانية من أصل مصري, وقد ظلمت كثيرًا في حياتها, وتحملت الكثير, وهي الآن حامل مني, ونحن الآن في مفترق طرق, وهي تعيش في ألمانيا, وأعيش في السعودية, ونحتاج – كغيرنا - أن نعيش سويًا تحت سقف واحد, وأمامنا ثلاث خيارات لا رابع لها:
1. العودة إلى مصر.
2. الحياة في السعودية حيث أعمل.
3. الذهاب إلى ألمانيا.
أما اختيار السعودية: فهو المقرب إلينا, حيث البيئة الصالحة والأرض الطيبة, لكني لا أستطيع أن أقوم باستقدام الزوجة وابنتها – حيث إن الولدين مع طليقها – فقد حاولت ذلك لكن النظام بالمملكة لا يسمح بذلك, وهي لا تستطيع أن تعيش دون ابنتها, وتخشى أن تتركها مع طليقها – وعمر طليقها 73 سنة, وكان أكبر من والدها حين تزوجته- بألمانيا, فتسوء أخلاقها كما حدث مع إخوانها, ولن تسامح نفسها حينئذ لبقية حياتها, كما أنها مريضة مرضًا نفسيًا جراء الوحدة, فتشعر بالخوف الشديد, وضيق التنفس جراء ذلك, وتتحسن حالتها حينما نجتمع معًا في الإجازة, أو عند زيارتها لي بالسعودية دون ابنتها – وقد عملت لها زيارة قبل ذلك, لكني لم أستطع القيام بالاستقدام -.
وأما اختيار مصر: فيشوبه الظلمة والضبابية, فأنا أعمل في السعودية منذ عشر سنوات تقريبًا, وليس لدي أي عمل في مصر, والوضع الاقتصادي والأمني في مصر الآن لا يخفى على أحد, ولدي ابن من طليقتي السابقة, ولها 1000 جنيه نفقة للولد شهريًا, ولا أستبعد الحبس إن لم أستطع سداد الديون المتأخرة في هذا الصدد.
أما عن اختيار ألمانيا: فقد يناسب زوجتي ويروق لها؛ نظرًا لسنوات العيش في ألمانيا, لكني لا أريده, ولا أحب أن أعيش في دولة أوروبية, وأخشى أن تنطبق عليّ الأحاديث والآيات القرآنية التي تمنع العيش والإقامة بين ظهراني الكافرين, ولا يزال ترن في أذني كلام شيخنا الفاضل ابن عثيمين – رحمه الله - عن وجوب توافر ثلاث شروط في السفر إلى بلاد الكافرين وهي:
" دين يحميه من الشهوات, وعلم يدرأ به الشبهات, وحاجة " فأشيروا عليّ فضيلتكم: هل أقدم على إنهاء عملي بالسعودية والعودة إلى مصر في ظل ظروفي وأحوال البلد غير المستقرة - على الأقل في الوقت الحاضر -؟ أم أن علي الذهاب إلى ألمانيا والحصول على الامتيازات التي يحصل عليها المقيم في ألمانيا من تعلم اللغة مجانًا والعون المادي؛ حتى الحصول على وظيفة مناسبة؟ خاصة أن زوجتي حامل, وسيسهل ذلك الإجراءات الخاصة بذهابي إلى ألمانيا, وماذا عن حكم الذهاب إلى هذه البلدان في حالتي الخاصة؟
أفيدونا - يرحمني ويرحمكم الله - فأنا الآن بالسعودية, وهي بألمانيا, ونحن ننتظر أن يجمعنا الله عاجلًا غير آجل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقدر على إظهار شعائر دينك في البلد الذي تقيم فيه زوجتك، وتأمن على نفسك الفتنة إذا أقمت فيه، فلا حرج عليك حينئذ في الانتقال إلى هذا البلد والعيش فيه.

وأما إذا لم تكن قادرا على إظهار شعائر الدين في هذا البلد, أو كنت لا تأمن على نفسك الفتنة فلا يجوز لك أن تقيم فيه، فإن سلامة الدين مقدمة على سلامة الدنيا، وانظر الفتوى رقم: 120885.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني