الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل مَن يترحم على كافر يكفر ولا يعذر بجهل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالدعاء للكافر الميت بالمغفرة والرحمة لا يجوز، قال تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى {التوبة:113}، جاء في الموسوعة الفقهية: 26 اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور، بل بالغ بعضهم فقال: إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله؛ لأن فيه تكذيبًا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به، وأن من مات على كفره فهو من أهل النار. انتهى. وكذلك الدعاء له بالرحمة, وانظر الفتوى رقم: 14165.

وقد أخرج الإمام أحمد في مسنده والترمذي عن أبي موسى الأشعري قال : كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله, فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: ولا يقول لهم: يرحمكم الله؛ لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين, بل يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق والإيمان. انتهى. هذا من حيث حكم المسألة.

وأما من ارتكب هذا النهي جاهلًا: فإنه يعرف حكم الله في المسألة, وينهى عن هذا المنكر، ولا يحكم على شخص معين بكفر أو فسق أو بدعة حتى يبين له حكم الله, وتقام عليه الحجة, كما بينا ذلك في فتاوى كثيرة, وانظر الفتوى رقم: 173811, ورقم: 172957.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني