الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل الوقاية من الرؤيا المكروهة

السؤال

دائما أرى رؤيا، وتتحقق، وحتى الرؤيا السيئة تتحقق، وأصبحت أمرض وأتعب نفسيا لأنني دائما أنتظر وقوعها, فهل هناك أدعية تمنع تحقق الرؤيا السيئة؟ وهل الدعاء والاستغفار بنية عدم تحقق الرؤيا موجود في السنة النبوية؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله لك العافية، وأما الدعاء بنية رفع البلاء وعدم وقوعه: فهو مشروع، وهو من أهم الأسباب التي يرد الله تعالى بها البلاء, ومما ثبت من ذلك دعاء القنوت الثابت في السنن وصحيح ابن حبان وفيه: وقنا شر ما قضيت.

وكذا دعوة يونس ـ عليه السلام ـ فقد روى الترمذي وغيره عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ـ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

وقد ثبت عند الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه الحاكم، وحسنه الألباني.

وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم.

ومما ثبت في آداب الرؤيا وتوقي الشر أن يستعيذ العبد من الشيطان وأن يصلي ما تيسر له، فقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة:45}.

وفي الحديث عن أبي سلمة قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني، فلقيت أبا قتادة فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثا، وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحدا، فإنها لن تضره. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقص إن شاء، وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم يصلي. رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وصححه الألباني.

وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 11014.

وراجع في فوائد الاستغفار ورفع البلاء به الفتوى رقم: 117330.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني