الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدراسة والعمل في بلاد الكفر

السؤال

ذهبت إلى بلد أوربي للدراسة منذ حوالي 4 سنوات، وبعد انقضاء العام الدراسي وجدت وظيفة هنا في هذا البلد ولم أبحث عن عمل في بلدي الأصلي، وأود أن أكتسب خبرة في ميدان شغلي قبل رجوعي إلى بلدي الأصلي ـ إن شاء الله ـ فأنا لا أريد المكوث هنا طيلة حياتي وفي هذا البلد ـ سبحان الله ـ كثير من المسلمين المستقيمين الذين ألتقي بهم يوميا في قاعة للصلاة، ونحن الآن بصدد بناء مسجد في المدينة التي أقطن بها والذي يستغرق بناؤه قرابة خمس سنوات، فكل شيء متوفر هنا غير سماع الأذان، وبالطبع لا أنكر الفتن الموجودة في الشارع وفي العمل، غير أنني في العمل أجاهد نفسي على عدم مصافحة النساء وعلى غض البصر ودعوة زملاء العمل إلى الإسلام ولا أنكر أيضا أن هذه الفتن موجودة اليوم ـ وإن كانت بشكل أقل ـ في بلدي الأصلي، فهل علي إثم ابتداءً بعدم البحث عن عمل في بلدي الأصلي عند انتهاء مدة الدراسة؟ وهل أكون ممن تبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين؟ وهل يجب علي ترك عملي والرجوع حالا إلى بلدي الأصلي؟ وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسفر إلى بلاد الكفر بغرض الدراسة والعمل جائزة إذا أمن المسلم على دينه وخلقه، فإذا تحقق هذا في حالتك فلا حرج عليك في الإقامة في هذه البلاد، ولك ـ والحالة هذه ـ أن تعمل خلال المدة التي تقيم بها في هذا البلاد شرط أن يكون العمل في ذاته مباحا، وراجع الفتوى رقم: 51334، وفيها بيان المراد من الحديث الذي ذكرت ومن يشمله الحديث ومن لا يشمله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني