الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للمدرسة أن تذهب مع تلاميذها في رحلة تبلغ مسافة سفر بلا محرم

السؤال

أعمل مدرسة لطلاب مرحلة ابتدائية, صفوف دنيا، لم أكن أنتبه سابقا إلى أن خروجي مع الطلاب في رحلات المدرسة، فيه مخالفة شرعية من حيث إنه يتطلب وجود محرم, فأنا الآن لا أدري ما ذا أفعل ؟ هل يجوز لي الخروج مع الطلاب في رحلة فيها مسافة سفر تتطلب وجود محرم, وذلك أنه لا يمكنني أن أبين أنني لا أريد الذهاب بسبب المحرم, حيث يكون من الصعب تقبل ذلك، وخاصة في زمن اعتبر هذا شيئا عاديا, عدا أن الكثير ممن يعتبرون من الملتزمين بالدين لا ينفذون هذا والله المستعان. وهل يمكنني أن أقول إن السبب ظروف خاصة؟ وهل لي رخصة في الخروج؛ لأنني مربية صف ؟ وعند الإدارة واجب على المربي الخروج مع صفه للرحلة، وأنا مربية صف. والله المستعان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجماهير العلماء على أن سفر المرأة بغير محرم لا يجوز، إلّا أنّ بعضهم استثنوا من ذلك سفر الحج الواجب، والعمرة الواجبة عند وجود رفقة آمنة. وعلى هذا فخروجك مع هولاء التلاميذ، مسافة تسمى سفرا، لا يجوز.

قال النووي- رحمه الله تعالى- في شرح مسلم: الحاصل أن كل ما يسمى سفراً تنهى عنه المرأة بغير زوج، أو محرم، سواء كان ثلاثة أيام أو يومين، أو يوماً، أو بريداً، أو غير ذلك. اهـ.

أما ما تعللت به من الأسباب كعدم إمكان الامتناع عن السفر بسبب المحرم؛ لأنهم لا يتقبلون ذلك، أو كونك مربية صف ينبغي خروجك، فليس شيء منه عذرا معتبرا شرعا.

أما عن الاعتذار بالظروف الخاصة، فذلك ممكن ليس فيه حرج؛ لأنه من قبيل التورية، والمعاريض وهي جائزة، وليس في حقيقة الأمر كذبا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني