الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بالاستعانة بالوسائل الحديثة المشروعة في الدعوة إلى الله

السؤال

أنا وأصدقاء لي قررنا أن نبدأ الدعوة في قريتنا وخصوصا للشباب، ومن أجل ذلك قمنا بتنظيم الدعوة، وسميناها: شباب الصحوة، فقط من أجل التنظيم بدون تكوين حزب، أو يكون هنالك سمع أو طاعة أو ولاء وبراء.
أي أننا مثلا ننزل قوافل دعوية معنا بنر مكتوب عليه شباب الصحوة، ونقوم بتوزيع كتب على الناس في الشوارع، والبنر به الحساب على الفيس بوك من أجل التواصل وهكذا.
فهل يعد ذلك حراما ومخالفا للوسائل الدعوية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعمل الجماعي نوع من التعاون والتناصر على الحق؛ ولذا فهو مشروع مرغب فيه؛ لعموم الأدلة الدالة على فضيلة التآلف والتعاون، ما لم يتخذ ذلك ذريعة إلى التحزب والتعصب للأسماء والشعارات، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 4321.
ومجرد وجود اسم كشباب الصحوة ونحو ذلك، لا حرج فيه، طالما أن ذلك لا يؤدي إلى التحزب المذموم.
والوسائل المستحدثة التي يستعان بها على الدعوة إلى الله، لا حرج فيها، ما لم تكن مما نهى عنه الشرع؛ فإن الوسائل ليست توقيفية.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: هل تعتبر وسائل الدعوة إلى الله عز وجل وسائل توقيفية؟ بمعنى أنه لا يجوز الاستفادة من الوسائل الحديثة في الدعوة كوسائل الإعلام وغيرها، وإنما ينبغي الاقتصار على الوسائل التي استخدمت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

فأجاب ـ رحمه الله ـ : يجب أن نعرف قاعدة، وهي أن الوسائل بحسب المقاصد، كما هو مقرر عند أهل العلم: أن الوسيلة لها أحكام المقصد ما لم تكن هذه الوسيلة محرمة، فإن كانت محرمة فلا خير فيها. وأما إذا كانت مباحة، وكانت توصل إلى ثمرة مقصودة شرعاً فإنه لا بأس بها ... اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني