الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الوساوس حول وحدانية الله

السؤال

كثيرا ما تأتيني الوساوس حول وحدانية الخالق، مع علمي التام بأن الله واحد، وأن ذلك مزروع في فطرتي. ولكن يأتي الشيطان فيقول: قد يكون ذلك لأن الله هو خالقك، ولكن قد تكون فطرة مخلوقات أخرى في غير ذلك. فأقول له: إذا لم لم يرسل لنا رسلا كما أرسل لنا الله بأنه خالق كل شيء. فيقول: قد يكون ربك قد منع ذلك عن مخلوقاته وحماها من تدخل رب خارجي. فأقول له: إذا ذلك الرب المزعوم عاجز. فيقول لي: وما أدراك أن ربك أيضا عاجز عن الوصول لمخلوقات ذلك الرب المزعوم الآخر. أنا أعلم أن هذا كله هراء، وأن الرب لا يمكن أن يكون عاجزا، ولكن أرجو منك توضيح هذه المسألة بطريقة أرد بها على تلك الوساوس حتى يطمئن قلبي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجب عليك أن تؤمن أن الله تعالى بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأن له سبحانه الكمال المطلق من جميع الوجوه. ويمتنع أن يكون الرب تعالى متصفا بصفة من صفات النقص، وإلا لما صح كونه ربا، فهو سبحانه أحاط بكل شيء علما، وهو سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، وقد قال تعالى: قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا {الإسراء:42}. فدع عنك هذه الوساوس ولا تلتفت إليها، وكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئا منها فقل: آمنت بالله، ثم انته. وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واشغل نفسك بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك، وأنك على خير ما دمت مجاهدا لها نافرا منها؛ وانظر الفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني