الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل الخلاص من الوساوس

السؤال

أنا مصاب بالوسواس القهري وتطرأ علي أفكار وأمور، وعندما أبحث عنها أجد 90% منها سوسة وتدليسا من الشيطان، وأحيانا تأتي أمور مع الوسوسة تكون صحيحة، فهل المطلوب أن لا ألتفت إلى الوساوس جميعا وعدم الاسترسال معها سواء كانت صحيحة أو مجرد وسواس؟ وإذا بحثت في العلوم الشرعية فإنه تأتيني وساوس، فهل يجوز لي ترك العلم الشرعي فترة الوسواس لأعود لها إذا شفيت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكر شيخ الإسلام، والعز بن عبد السلام، والهيتمي: أن علاج الوساوس بالإعراض الكلي عنها، وقد جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ جوابا لسؤال جاء فيه: كيف يمكن الخلاص من الوساوس في الطهارة، في كل شيء، والوسواس في الوضوء والصلاة، فأجاب رحمه الله تعالى: التخلص من ذلك يكون بأمرين:

الأمر الأول: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان يوسوس في صدور الناس ويشكك في أمور دينهم، بل حتى في غير أمور الدين يتسلط على الإنسان حتى يبقى الإنسان دائماً ليس على يقين من أمره، فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

الأمر الثاني: أن يعرض عن هذا بقلبه ولا يلتفت إليه وكأنه لم يكن، وبذلك يزول عنه هذا الوسواس الذي يصيب كثيراً من الناس. وعليه، فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولينته وليعرض عن هذا نهائياً، حتى لو فرض أن الرجل في صلاته قلق وقال لعلي نقصت ركعة، أو لعلي لم أكبر تكبيرة الإحرام، أو لم أقرأ الفاتحة وما أشبه هذا، فلا يلتفت لهذا إطلاقاً وكأن شيئاً لم يكن وحينئذٍ يزول عنه بإذن الله. انتهى.

وأما العلم الشرعي: فلا ينبغي ترك طلبه ودراسته، ولكن ينبغي علاج موضوعه بعدم الانفراد بنفسك حتى لا يوقعك الشيطان في الأفكار السيئة، فحاول أن تنظم دروسا علمية مع بعض الزملاء وتتدارسونها مع أحد العلماء، أو تأخذون شروح العلماء المسجلة لبعض الكتب العلمية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني