الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عدم قبول الزوجة بزواج زوجها من أخرى

السؤال

تزوج أخي فتاة بكرا, وبعد الزواج اكتشفت أنه متزوج بأخرى، وهي امرأة تكبره بسنوات, وهي مطلقة صديقه، ولها من الزوج الأول ثلاثة من الأبناء، وهم لا يعلمون بزواج أمهم, ولا أحد آخر يعلم؛ لأنه زواج عرفي, ودام هذا الزواج السري سنوات دون علم أحد ما عدا الشاهدين، وأهل الزوجة.
السؤال الآن: زوجة أخي لا تقبل بهذا الوضع؛ لأنها تشعر بأنها خدعت، وفي نفس الوقت لا تريد خراب بيتها؛ لأنها أنجبت من أخي طفلا رضيعا, وفي نفس الوقت أخشى على أخي من هذا الصديق لو علم بهذا الزواج السري من مطلقته؛ لأنه لا يتقي الله، مع العلم أن هذا الصديق له زوجة أخرى وأبناء. فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنقول ابتداء فيما يتعلق بزواج أخيك من المرأة المطلقة. إن كان هذا الزواج بعد انقضاء عدتها من الطلاق، وكان بإذن ولي الزوجة، وحضور الشهود فهو زواج صحيح، ولا يضر تسميته عرفيا، ولا يعتبر من زواج السر المنهي عنه شرعا. وانظري الفتوى رقم: 5962 ، والفتوى رقم: 32843. وإعلان الزواج مستحب وليس بواجب، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 127689. ولا ينبغي لصديقه الغضب منه لمجرد كونه قد تزوج بمطلقته.

ولا يلزم لزواج الرجل من ثانية أن يخبر الثانية بزواجه من زوجة أخرى، ولو أنه فعل تطييبا لخاطرها كان أفضل. وليس لزوجته الثانية طلب الطلاق لهذا السبب، فإن المرأة منهية شرعا عن طلب الطلاق من زوجها إلا لمسوغات شرعية، مبينة في الفتوى رقم: 37112. وللفائدة نحيل على الفتوى رقم: 71992 وهي عن حكمة الإسلام في إباحة تعدد الزوجات.

فلينصح أخوك بأن يحرص على العدل بين زوجتيه، وتنصح الزوجة الثانية بأن تتقي الله، فلا تطلب الطلاق لغير سبب مشروع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني