الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية معرفة وقت الصلاة عند اختلاف التقاويم

السؤال

نسكن في إسبانيا، ونصلي العشاء هذه ‏الأيام في الساعة 12و15 بعد ‏منتصف الليل حسب تقويم رابطة ‏العلماء المسلمين، الموجود في موقع ‏إسلام فايندر. ‏
هل يجوز لنا أن نصلي حسب تقويم ‏اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا، أو ‏تقويم أم القرى مثلا، علما أنهما ‏يتقدمان التقويم الأول بأزيد من ‏ساعة؟
وجزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فمن المعلوم أن وقت العشاء يدخل بمغيب الشفق الأحمر. فإن أمكنك معرفة الوقت بهذه العلامة، فاعمل بهذا، وصل العشاء بعد مغيبه، وإن لم يمكنك ذلك، فانظر: فإن كان تقويم اتحاد المنظمات الاسلامية بفرنسا، أو تقويم أم القرى يحصل معه اليقين، أو غلبة الظن بدخول وقت العشاء، فيمكنك أن تصلي بناء عليه. وإذا لم يحصل معه يقين، أو غلبة الظن بدخول وقته، لم يجز أن تصلي بناء عليه، وذلك أنه لا تصح الصلاة إلا بعد التيقن، أو غلبة الظن بدخول وقتها كما ذكر ذلك الفقهاء. فمن لم يحصل عنده يقين، أو غلبة ظن لم يصل حتى يتيقن، أو يغلب على ظنه.

قال ابن قدامة في الكافي: ومن شك في دخول الوقت، لم يصل حتى يتيقن، أو يغلب على ظنه ذلك بدليل, فإن أخبره ثقة عن علم عمل به، وإن أخبره عن اجتهاد لم يقلده، واجتهد حتى يغلب على ظنه دخوله، فإن صلى، فبان أنه وافق الوقت أو بعده، أجزأه؛ لأنه صلى بعد الوجوب, وإن وافق قبله، لم يجزه، لأنه صلى قبل الوجوب. اهـ.
وقال الحجاوي الحنبلي في الإقناع: ومن شك في دخول الوقت لم يصل, فإن صلى فعليه الإعادة, وإن وافق الوقت, فإن غلب على ظنه دخوله بدليل - من اجتهاد, أو تقليد, أو تقدير الزمان بقراءة, أو صنعة - صلى إن لم يمكنه اليقين بمشاهدة, أو إخبار عن يقين, والأولى تأخيرها قليلًا احتياطًا, إلا أن يخشى خروج الوقت ... اهــ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني