الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المانع ليوسف عليه السلام من الهم بامرأة العزيز

السؤال

لي زميل نصرانيي، وهو معي في العمل، وهو يقول لي: إن سيدنا يوسف عليه السلام حينما راودته امرأة العزيز ذهب وقام بالاستمناء حتى تسكن شهوته. فهل حقا فعل ذلك سيدنا يوسف عليه السلام حتى لا يقع في الزنا؟ أرجو التوضيح والحقيقة بالله عليكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكر في السؤال بشأن يوسف الصديق عليه السلام إنما هو محض ادعاء ، ولا دليل عليه ، ومعلوم من نصوص الشرع بل ومن قواعد العقل السليم والرأي السديد أن البينة على المدعي.
ثم إن ظاهر القرآن الكريم يدل على خلاف ذلك. قال سبحانه: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24]. فبين أن المانع له من الهم بها هو رؤيته لبرهان ربه ، وليس الاستمناء. على أن العلماء قد اختلفوا في أصل معنى همه بها. وانظر الفتاوى أرقام: 49866، 38688، 76878.
وأيضا فلم نقف في كتابهم المقدس عندهم على ما يدل على ذلك. وعلى فرض وجوده ، فمعلوم أن كتبهم منقطعة الأسانيد ، محرفة الألفاظ ، متناقضة المعاني والنصوص، فلا تصلح للاحتجاج أصلا. وانظر الفتوى رقم: 10326 وما أحيل عليه فيها.
وراجع بشأن حرمة الاستمناء وحكم فعله خشية الوقوع في الزنا الفتويين: 203869 ، 177081 وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني