الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مطالعة الطقوس والعبادات النصرانية

السؤال

هل يجوز لأحد غير متخصص أن يشاهد بعض المقاطع من الدين المسيحي أو أي شيء يخص عبادتهم ليكون على يقين أن دينه هو الصحيح؟ وإن كان لا يجوز، فماذا...؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى على أحد من أهل العلم أن الطقوس والعبادات النصرانية تقوم على الشرك والخرافة، وهذه من المحرمات التي يجب إنكارها، ولو بالقلب على الأقل، ولذلك كان الأصل أنه لا يجوز تعمد مشاهدتها لمجرد التسلية وحب الاستطلاع ونحو ذلك، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {النساء:140}.

وقوله سبحانه: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام:68}.

فإن كان في مشاهدتها منفعة أو فائدة أو مقصد صحيح، كتذكر نعمة الله تعالى بالهداية للإسلام والتوحيد، والإنجاء من الشرك والخرافة! فلا بأس بذلك، لمن أمن على نفسه الفتنة في دينه، والتشويش في فكره وعقيدته، وأما من لا يأمن على نفسه ذلك، فلا يجوز له، سدا للذريعة، وذلك كحكم مطالعة كتبهم الدينية، والذي سبق لنا بيانه في عدة فتاوى، منها الفتاوى التالية أرقامها: 14742، 192443، 25615، 135962.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني