الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأسس التي تبنى عليها أمور الإيمان

السؤال

سمعت أحد الدعاة يقول: لا يمكن للإنسان بناء القناعات الإيمانية على معلومات وهمية، غير متوافقة مع المنهج العلمي التجريبي أو بالوحي الصحيح المتواتر، وقال آخر لا يجوز أن يؤمن الإنسان بالله دون أدلة عقلية، وأظنه يقصد أن الإيمان القلبي فقط لا يكفي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عدم بناء القناعات الإيمانية على الأمور الوهمية فهذا حق، وهو منهج الإسلام؛ إذ نهانا الله جل وعلا عن التخرص واتباع الظن، وأخبرنا أنه لا يغني من الحق شيئا، إلا أن بناء أمور الإيمان لا يقتصر على الأدلة العقلية والنصوص المتواترة، بل تبنى كذلك على أحاديث الآحاد الصحيحة، وانظر للأهمية الفتوى: 129610، وإحالاتها.

ويكفي لصحة الإيمان بالله الإيمان الفطري، وليس هو إيمانًا بلا دليل، يقول ابن القيم -رحمه الله-: سمعت شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: كيف يطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء. وكان كثيرًا ما يتمثل بهذا البيت:

وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

ومعلوم أن وجود الرب تعالى أظهر للعقول والفطر من وجود النهار، ومن لم ير ذلك في عقله وفطرته فليتهمهما.

وقال أيضًا: ولهذا خاطب الرسل قومهم خطاب من لا يشك في ربه ولا يرتاب في وجوده.{قالت لهم رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض}، (مدارج السالكين). وانظر الفتوى: 131838.

بل إن الإيمان الفطري عند بعض عوام المسلمين قد يفوق إيمان كثير من العقلانيين والمتكلمين، قال أبو المعالي في آخر عمره: خليت أهل الإسلام وعلومهم، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهوا عنه، والآن قد رجعت عن الكل إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق ببره فأموت على دين العجائز وإلا فالويل لابن الجويني. (درء تعارض العقل والنقل).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني