الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يزوج من الحور العين من تاب من الزنا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل صحيح أن الزاني يحرم من الحور العين في الجنة حتى لو تاب حيث إني سمعت في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزاني يحرم الحور العين أرجو منك الاجابة وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن الزنا من كبائر الذنوب، وأخطر المعاصي، ولهذا حذر الله عز وجل منه في محكم كتابه، كما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) (الإسراء:32) ولكن الله عز وجل فتح باب التوبة لعباده تفضلاً منه، ورحمة بهم فقال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (الزمر:53)
وقال تعالى في وصف عباد الرحمن ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70،69،68)
فهؤلاء الذين عملوا هذه الكبائر وعلى رأسها الإشراك بالله إذا أخلصوا التوبة لله وعملوا عملاً صالحاً بدل الله سيئاتهم حسنات.
وعلى هذا؛ فإن من تاب من الزنا توبة نصوحاً قبل الله توبته، وأدخله جنته التي فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، ومن ضمن ذلك الحور العين.
والحاصل أن من أخلص التوبة لله من الزنا وعمل صالحاً أدخله الله جنته، وزوجه من الحور العين ما شاء الله.
وأما الحديث الذي أشرت إليه، فلم نقف عليه، وقد جاء ما يشبهه في شأن الخمر، وأن من شربها في الدنيا لم يشربها في الآخرة، إلا أن يتوب " رواه مسلم وغيره.
فإذا حصلت التوبة أمن الإنسان الحرمان من هذا النعيم في الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني