الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشاؤم ومدى علاقته بالشرك

السؤال

ما معنى التشاؤم؟ وما هو ضابطه؟ وهل الخوف من سبب لم يجعله الله سببا للضرر يكون من التشاؤم كأن يخاف من دخول المستشفى زائرا حتى لا يموت، لأن الزيارة لم يجعلها الله سببا للموت؟ لكن لو خاف من المستشفى لسوء الخدمة وقلة الكفاءة فهذا ليس من التشاؤم، لأن ذلك جعله الله سببا للموت.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتشاؤم المذموم شرعا هو ما أمضى الإنسان أو ردَّه، مما يراه ويسمعه، فأما مجرد الخواطر أو الوساوس أو ما يجده الإنسان في صدره دون أن يترتب عليه فعل، فلا حرج على العبد فيه، وتطبيق ذلك على المثال الذي ذكره السائل أن يقال: مجرد وجود شيء في الصدر، أو الشعور بشيء من الخوف من دخول المستشفى، لا يلام عليه العبد حتى يصده ذلك عن دخولها عند وجود الحاجة إلى ذلك، فإن امتنع بسبب ذلك فقد تطير وتشاءم ووقع في شيء من الشرك الأصغر، لأنه جعل سبباً ما لم يجعله الشارع سبباً، ولا علاقة لذلك بالخوف منها بسبب سوء الخدمة وقلة الكفاءة ونحو ذلك مما تُدرك حقيقته ويُعرف معناه، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 14326، ورقم: 11835.

وقال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد على كتاب التوحيد: إذا تطير إنسان بشيء رآه أو سمعه، فإنه لا يعد مشركا شركا يخرجه من الملة، لكنه أشرك من حيث إنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببا، وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة، وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية، والقاعدة: إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فإنه مشرك شركا أصغر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني