الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز منادة الشخص باسم "رؤوف" وأحكام في العقيقة

السؤال

اسمي عبد الرؤوف، ولكن يناديني الجميع بالاسم: رؤوف -بدون الألف واللام-، فهل هذا مقبول؟ علما أنني لا أستطيع أن أغيرَ هذا الأمر لدى من يناديني به.
كذلك والديَّ لم يعملا لي العقيقة، وأمي تريد أن تفعل ذلك لأنها كانت دومًا تتخاصم مع والدي.
كذلك أخبرتني أن ليلة ولادتي راودها حلم حضرَ فيه كل من اسمهُ عبد القادر من عائلتي، ولأنها كانت متضررة من ضرب والدي أسمتني "رؤوف" رأفة بالله بها، علما أن في عائلتي من راودتهم أحلام من قبل بتسمية المولود باسم محدد، وعند مخالفة الأمر تحدث أمور للمولود، سواء بالموت بعد ولادته أو بالمرض!
أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في مناداتك باسم "رؤوف" دون أل التعريف؛ وذلك لأن هذا الوصف مما يجوز أن يوصف به المخلوق، وقد وصف الله -عز وجل- به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، كما في قوله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ {التوبة:128}. وراجع الفتوى رقم: 77224.
وأما العقيقة: فما دام والدك لم يعق عنك فبإمكانك أن تعق عن نفسك، فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه يستحب لمن بلغ ولم يعق عنه أهله أن يعق عن نفسه، وقد روى الطبراني في الأوسط عن أنس -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عق عن نفسه بعدما بعث نبيًّا. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة. وقال صاحب مغني المحتاج: فإن بلغ سُنّ أن يعق عن نفسه، تداركًا لما فات. انتهى. وراجع الفتوى رقم: 74690.
ولا مانع من أن تعق أمك عنك بإذنك، ولا يجب عليها ذلك.
وأما ما ذكرت من حدوث مكروه للمولود إذا خالف أولياؤه تسميته باسم قد تواردت عليه رؤى الأقارب: فهذا الظن غير صحيح، وهو من التشاؤم المنهي عنه، فلا ينبغي الالتفات إليه؛ فإن تقدير الأعمار والأمراض ونحوها غير مرتبط بهذه الرؤى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني