الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول الوقوف على كلمة (كلا)

السؤال

هل يجوز الوقوف على كلمة كلا عند قراءة سورة التكاثر في الآيات الثلاث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فينبغي لقارئ القرآن أن يكون على دراية بأماكن الوقف في القرآن العظيم، لما يترتب على ذلك من معرفة معانيه واستنباط أحكامه، ولهذا نقل عن السلف الصالح أنهم كانوا يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن.

قال السيوطي في الإتقان: عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً [المزمل:4] الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. انتهى.

وقد قسم العلماء الوقف في القرآن إلى أنواع ثلاثة: تام، وحسن، وقبيح.

فالتام: هو الذي يحسن الوقف عليه، والابتداء بما بعده، ولا يكون بعده ما يتعلق به؛ كقوله تعالى: وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه، ولا يحسن الابتداء بما بعده؛ كقوله تعالى: الْحَمْدُ لِله؛ لأن الابتداء بـ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا يحسن، لأنه صفة لما قبله.

أما القبيح: وهو الذي ليس بتامٍ ولا حسن، كالوقف على بِسْمِ من قوله بِسْمِ اللهِ.

وبناء على هذا التقسيم، فإنما سألت عنه من الوقوف على لفظة كَلاَّ في سورة التكاثر، يدخل في الوقف غير الحسن.

قال السيوطي: كلا في القرآن في ثلاثة وثلاثين موضعاً إلى أن قال: قال مكي: هي أربعة أقسام، ثم قال: والثالث ما لا يحسن الوقف عليها ولا يجوز الابتداء بها، بل توصل بما قبلها وبما بعدها وهو موضعان: في عم والتكاثر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني