الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أعذار التخلف عن صلاة الجماعة

السؤال

يأتيني بعض العمال أحيانا لعمل إصلاحات في المنزل، وتقام الصلاة، فعندما أخبرهم أن نذهب للصلاة، يعتذرون بأنهم يصلون آخر اليوم، وأن ثيابهم متسخة، وهم في الحقيقة لا يصلون أصلا. وأخبرتهم أن يتوقفوا عن العمل، وينتظروني خارج المنزل إن لم يريدوا الصلاة، فرفضوا، وهددوا بالانصراف وعدم إكمال العمل، وأنا لا أستطيع أن أتركهم مع أهلي.
فهل ذلك يرخص لي صلاة تلك الفريضة في المنزل أم لا؟ علما بأنهم إن انصرفوا وأتيت بغيرهم، فهم مثلهم؛ لأن أكثر -إن لم يكن جميع العاملين عندنا- تاركون للصلاة.
وأيضا عندما نكون مسافرين مسافة قصيرة، أو ذاهبين للتبضع يحين وقت الصلاة، ولا يوجد في المسجد مكان للسيدات، فأترك أهلي في السيارة وأنزل للصلاة، فأقلق عليهم بسبب تركهم على الطريق وحدهم، وربما تعرضوا لبعض المضايقات ممن لا يتقون الله.
فما العمل حينها هل يرخص لي في تفويت الجماعة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج عليك في التخلف عن جماعة المسجد؛ لما ذكرته من شغلك بالعمال في البيت، وعدم إمكانية تركهم، والاستغناء عنهم.

وقد ذكر أهل العلم أن من أعذار التخلف عن الجمعة، والجماعة: خوف المسلم على معيشة يحتاجها، وأحرى من الخوف على المعيشة، الخوف على أهلك من التعرض لضرر إن أنت تركتهم في السيارة ودخلت المسجد، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظر الفتوى رقم: 60743، والفتوى رقم: 145593، والفتوى رقم: 204910، والفتوى رقم: 142417، وكلها في بيان جملة من الأعذار التي يجوز معها التخلف عن الجماعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني