الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قيام جميع الليل طول السنة

السؤال

سمعنا عن بعض السلف الصالح أنهم كانوا يقيمون الليل كله (أمثال: سليمان التيمي، وغيره) فمتى كان هؤلاء ينامون الثمان ساعات المطلوبة للنوم؟ وكيف كان سعيهم للرزق نهارًا ومصالحهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أولًا أن قيام جميع الليل طول السنة غير مشروع، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد سئل الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله-: هل قيام الليل كله مخالف للسنة؟ فأجاب بقوله: إذا كان يديم ذلك ويقوم الليل كله فهو مخالف للسنة؛ لما ثبت في الصحيحين من حديث النفر الثلاثة الذين أتوا يسألون عن عمل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما أخبروا بذلك، فكأنهم تقالُّوا العمل، فقال أحدهم: أنا أقوم ولا أنام، فأنكر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك، وقال: "أقوم وأنام، فمن رغب عن سنتي فليس مني". وهذا يدل أن قيام الليل كله دائمًا خلاف السنة. وكذلك عندما أخبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أنا أصوم أبدًا وأقوم أبدًا، فمنعه من ذلك. وأما قيام بعض الليالي فقد جاءت به السنة، كما ورد أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل. انتهى.

فإذا علمت هذا فلو فرض أن بعض الناس من السلف أو غيرهم قام الليل كله فهذا لا إشكال فيه، لأنه قد يكون له من مصادر الدخل ما لا يحتاج معه للعمل بالنهار، وقد يكتفي من النوم بالقليل بحيث يستطيع التوفيق بين عبادته وما يحتاج إليه من العمل، وهذا يسير على من يسره الله عليه، وانظر الفتوى رقم: 289042 للفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني