الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تصبح داعية موفقا ناجحا

السؤال

ما هي الطريقة الصحيحة لدعوة الفتيات للتدين؟ لأن بعضهن يقبل وبعضهن لا تعجبهن طريقتي؟ مع العلم أني أريد أن أصبح داعية جيدة.وجزاك الله ألف خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالطريقة الصحيحة للدعوة إلى الله تعالى -سواء أكانت للرجال أم كانت للنساء- هي أن تكون على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبالحكمة والموعظة الحسنة،
قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108]،
والبصيرة هي اليقين والمعرفة، ولا يحصل اليقين والمعرفة إلا على ضوء كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، على وفق فهم سلف هذه الأمة .
وقال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.. [النحل:125]،
فالحكمة تقتضي تقديم الأوليات والبدء بالأهم فالأهم، ومراعاة أحوال المدعوين ومستوياتهم وثقافاتهم واهتماماتهم.. إلى غير ذلك، ومن الحكمة أن لا يخالف قول الداعية عمله بل يصدقه ويترجمه ليكون أسوة للمدعوين.
والموعظة الحسنة تقتضي خطابهم بالأسلوب الرفيع المشوق، والتركيز على شحن الخطاب الدعوي بالآيات البينات والسنن النبوية النيرات، وضرب الأمثال البليغة والقصص المؤثر.
وأما المجادلة بالتي هي أحسن فتقتضي إلانة القول والرفق في الخطاب، وإحساس المخاطب بدافع محبة الخير له العاجل منه والآجل، مع التدعيم بالحجة القاطعة والبراهين الساطعة.
فهذا هو الإطار العام للدعوة إلى الله تعالى على الطريقة الصحيحة، وهنالك أمور وآداب كثيرة تتفرع عن هذا وتنبني عليه، ولا شك أن فتوى يفترض لها أن تكون مختصرة لا يمكن أن تستوعب تفاصيل ذلك وتفاريعه، ولكن هذا هو الإطار العام كما أسلفنا.
وقد ألفت كتب كثيرة -ولله الحمد- في أصول الدعوة ومنهجها الصحيح فمن أراد التوسع فليراجعها.
وننبه إلى أن من سنة الله تعالى في خلقه عدم استجابة الكثير منهم لدعاة الحق من الأنبياء وغيرهم، ولا يعني ذلك بالضرورة عيباً في الداعية، فهذا نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى الله تعالى صباحاً ومساء وبكل أسلوب ولم يستجب له إلا قليل، كما قال سبحانه وتعالى عنه: وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ [هود:40]
فعلى الداعية أن يصبر ويصابر ويحتسب الأجر عند الله تعالى، ويقوم بما أوجب الله عليه من الدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الإخلاص التام لله تعالى، ويكل أمر هداية الناس إلى بارئهم ومالك قلوبهم فهو الهادي وحده لا شريك له، وليحذر أن يثبطه عدم استجابة الناس إليه أو تثبطه معارضتهم له أو سخريتهم منه، ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 8580.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني