الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز إتيان من يستعين بالجن للقيام بالرقية

السؤال

فضيلة الشيخ .. أريد السؤال عن شخص يقول إنه يرقي الرقية الشرعية من القرآن الكريم وبالفعل يقرأ ولاحظ أقارب لنا تحسن حتى حالات مستعصية تعجب لها الأطباء (سرطان) ولكنه لا يقرأ عموما وانما كان يتصل بالتليفون ويقول فلان من العائلة بالذات يقرأ السورة الفلانية كذا مرة على الموضع الفلاني وهكذا وكل شخص مختلف من أفراد البيت أحيانا على زيت وأحيانا على ماء مرات على الجبهة ومرات على السرة وهكذا .. لدي سؤالي عن هذا الشخص هل هو شيخ ؟ قال قريبنا إنه كان غير ملتزم شرعا لكن قرأت عليه إمرأة ترقي بالقرآن فتحولت كل حياته الى الصلاح والاهتمام بالدين والصلاة بعد البعد عنهما وأنه به هو نفسه من الجن الذين ما زالوا يلازمونه ولكنهم أسلموا وهم الذين يخبرونه بماذا يقرأ ،على من وكم مرة ومتى .. المهم هذا الشخص دلنا على المرأة التي قرأت عليه وهو يقول إنها تعالج بفعالية أكبر وأنها معروفة وأن الناس يطلبونها من كل مكان لها كنية المهم أتت هذه المرأة لبيتنا لكي تقرأ على أختي الصغيرة ليس لسبب من نحو ما يعالج عادة بالرقيا بل لمرض عضوي وهو الإمساك المزمن وهي طفلة وحساسة ومن النوع المتعود منذ الصغر على أقصى درجات نعومة التعامل معها من قبل كل الموجودين وهي من مرضى حالة متلازمة داون الخلقية التي تتسبب من الكروموسومات وأنا أعارض أصلا القراءة عليها حتى من قبل قارئ شرعي ما دام ذلك سيؤثر عليها بعكس المفروض من القراءة أن تكون لرفع المشقة والبلاء ففي هذه الحالة ستكون ضد حالة البنت ولكن في حديث هاتفي وهنا جوهر السؤال مع هذه المرأة سألتها الوالدة أليس هناك مشايخ إذا قرأوا على الواحد واتضح أنه مسحور عافانا الله وإياكم أليس الجن يتكلم على لسانه ويتم معرفة مكان السحر ويتم إبطاله ؟ الوالدة سألت هذا السؤال من معلوماتها المأخوذة من الكتب والمعلومات العامة فنحن لم يحصل عندنا هذا ولله الحمد فردت المرأة بما يلي / قالت : أنا مالي دخل أنا أقرأ القرآن فقط والجماعة الذين عندي لا يقصرون (تقصد الجن الذين معها !يبطلون السحر) علما بأننا لم نكن نعلم مثل هذا القول منها وإلا ربما ما دعتها الوالدة للبيت وجعلتها تقرأ على أفراد البيت وحتى أختي الصغيرة السالفة الذكر .. فأنا قلت على الفور بأن هذه المرأة لن تقرأ على أختي الصغيرة ويجب التوقف فورا منذ موعد يوم الأربعاء 11/11/1420 الذي كان من المفترض أن يكون مساء كاليوم السابق ولكن لسبب معرفة هذه المعلومة وذكر الجماعة وما جماعة نهيت الوالدة وشددت عليها وهي نفسها الوالدة قالت إنها ستتوقف عن جعل المرأة تقرأ على البنت خصوصا فالصغير غير الكبير الذي يستطيع تحمل النتائج مهما كان فأريد من فضيلتكم إفادتي بخصوص هذه المرأة والرجل الذي دلنا عليها فأمي تكرر دائما أن المرأة أصبحت مشهورة وأنها تعالج بفعالية أقوى من كل مشايخ المملكة فأفتونا رضي الله عنكم ورحمكم هل هي راقي شرعي ؟ هل الراقي الشرعي يكون عنده مثل قولها عن جن يبقون داخله أو معه يساعدونه في معالجة الآخرين بإذن الله ؟ أم أن الأمر لا علاقة له بالرقية الشرعية ؟ أفيدونا جزاكم الله خير فأنا أخبرت الوالدة أني أتوقع تأخر الفتوى عن طريق الانترنت ولكن طلبت منها عدم القراءة مجددا إلا بوصول الجواب

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيبتلي الله عباده بالأمراض والأوجاع، وما من داء إلا له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله. وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته للتداوي فقال: " تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدا قال يا رسول الله ما هو ؟ قال الهرم " رواه أصحاب السنن. ومن الأدلة التي أباح الشارع استخدامها الرقية واشترط لها أن تكون خالية من الشرك فعن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال: " اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" رواه مسلم. وقد رقى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الرقى ورقى الصحابة وغيرهم. فإن كان هذا الشخص وكذلك المرأة التي علمته يستعين بالجن – وهو الذي يتضح من كلام السائل – فإنه لا يجوز الإتيان بهم للقيام بأمر الرقية. لقوله تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) [الجن:6] وقوله تعالى: ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ) [الأنعام: 128] وهؤلاء وإن كانت تظهر بعض النتائج على أيديهم فإن السبيل الذي سلكوه سبيل خاطئ نهى الشارع عن اقتفائه، حذر منه أيما تحذير كما سبق في الآيتين. فالحذر من هؤلاء وأمثالهم لأنهم يلبسون على الناس الحق بالباطل وبالنسبة لأختك الصغيرة فالأولى عرضها على أخصائيين أو على من يلتزمون بضوابط الرقية الشرعية لعل الله جل وعلا يجعل على أيديهم الشفاء. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني