الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عبارة "فلتذهب إلى الجحيم" و "بحق الله"

السؤال

1ـ ما حكم كتابة رواية تدور أحداثها عن الاحتفال بأعياد المسيح كالكريسماس وعيد الميلاد؟ علما بأني لا أحتفل بهذه الأعياد ولا أمجدها فقط أكتبها كأحداث للرواية.
2ـ وما حكم قول هذه الجمل: (فلتذهب للجحيم أو إلى الجحيم) وجملة (بحق الله)؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أجبنا عن سؤالك الأول بالفتوى رقم: 304717.

وأما عبارة "فلتذهب إلى الجحيم" فهي من عبارات الكفار المشهورة عنهم، ولذلك ننصح كل مسلم بالبعد عنها أيا كان معناها، والجحيم هنا يحتمل أن يكون بمعنى نار الآخرة، ويحتمل أيضا أن يكون بمعنى الهلاك أو الضيق والمشقة في الدنيا، وعلى كل فلا يجوز الإخبار أو الشهادة على أحد بجنة أو نار إلا من علم أنه مات على الكفر، أو شهد له النص بذلك، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 4625، 47610، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 237337.

وأما عبارة "بحق الله" فلا تخلو من أن تكون الباء للسببية أو للقسم؛ قال ابن تيمية في قاعدة جليلة: فقد تبين أن قول القائل: أسألك بكذا، نوعان، فإن الباء قد تكون للقسم، وقد تكون للسبب، فقد تكون قسماً به على الله، وقد تكون سؤالاً بسببه. اهـ.

وقال في مجموع الفتاوى: قوله: "سألتك بالله أن تفعل كذا" هذا سؤال وليس بقسم، وفي الحديث {من سألكم بالله فأعطوه} ولا كفارة على هذا إذا لم يجب سؤاله. انتهى.

فإن قصد السؤال وأراد بحق الله ما يجب له من الصفات كالعظمة والجلال والحياة ونحوها، فهو جائز؛ كما بينا بالفتوى رقم: 202300.

وإن قصد القسم فالأولى تركه خروجا من الخلاف، فمن أهل العلم من منعها؛ سئل الشيخ ابن باز: ما حكم الحلف بهذا اللفظ: (بحق الله) هل يعتبر شركا ولو لم يقصده؟ فأجاب: لا يحلف بحق الله, يحلف بالله... ولا يحلف بحق الله لأن حق الله علينا تعظيمه وطاعته، وتعظيمه وطاعته من أفعالنا, من أفعال المخلوقين حق الله علينا توحيده وطاعته وتعظيمه وتوحيدنا له وتعظيمنا له وطاعتنا له من أفعالنا وهي مخلوقة فمعناه الحلف بالمخلوقات فلا يصح، الحلف لا يكون إلا بالله وحده أو بأسمائه وصفاته. اهـ.

ومن أهل العلم من يراها يمينا جائزة إذا قصد المقسم صفات الله الواجبة له كالعظمة والجلال ونحوها، ويرتب عليها وجوب الكفارة مع الحنث؛ قال ابن قدامة في المغني: إن قال: وحق الله، فهي يمين مكفرة، وبهذا قال مالك والشافعي، وقال أبو حنيفة: لا كفارة لها؛ لأن حق الله طاعته ومفروضاته، وليست صفة له، ولنا: أن لله حقوقا يستحقها لنفسه؛ من البقاء، والعظمة، والجلال، والعزة، وقد اقترن عرف الاستعمال بالحلف بهذه الصفة، فتنصرف إلى صفة الله تعالى، كقوله: وقدرة الله. وإن نوى بذلك القسم بمخلوق، فالقول فيه كالقول في الحلف بالعلم والقدرة، إلا أن احتمال المخلوق بهذا اللفظ أظهر. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني