الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاقتراض من امرأة تقيم وتعمل في دار الكفر

السؤال

مسلمة سافرت إلى بلاد الكفر لطلب علم تقني بدون محرم ولكن بإذن وليها، وجمعت بعضاً من المال من المنحة التي منحتها الدولة،هل ما جمعته حلال أم حرام؟ الآن تدرس أستاذه في جامعة في بلد الكفر وتقيم مع امرأة أسلمت حديثا، هل ما تجمعه من مال التدريس في بلد الكفر حلال أم حرام؟ هل يجوز أن أقترض منها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذه المسلمة التي سافرت إلى بلاد الكفر بدون محرم قد وقعت في عدة أمور محذورة: الأول: السفر بدون محرم، وقد بينا عدم جوازه في الفتوى رقم: 3859. الثاني: السفر إلى بلاد الكفر دون حاجة شرعية تبرر ذلك، فطلب العلم التقني بالنسبة للنساء ليس من الحاجات الشرعية التي تبيح السفر إلى بلاد الكفر, والغالب على دارسة هذه العلوم أنها لا تسلم من الاختلاط بالرجال والتعرض للفتن، وكذلك لا يسلم مجال تدريس هذا العلم والعمل فيه من ذلك، وانظر للأهمية الفتوى رقم: 2007. الثالث: الإقامة في بلاد الكفر، وهي لا تجوز إلا لضرورة ومصلحة راجحة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. رواه أبو داود. وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 714. أما بالنسبة للأموال التي حصلتها وهي في تلك البلاد فهي مباحة، لأن التدريس نفسه ليس محرماً، إنما الحرمة في أمور خارجه عنه، كالسفر والإقامة والاختلاط. وأما المال الذي حصلته من منحة الدولة فهو حلال، إذا كان لا يخالف نظام الدولة وما تسمح به، أما إذا كان يخالف نظام الدولة فهو حرام. أما الاقتراض من مالها؟ فيجوز الاقتراض من مالها الحلال دون غيره. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني