الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من رأى قطرات دم في سرواله بعد الغسل والصلاة

السؤال

اغتسلت من الجنابة، وبعد الغسل رأيت على سروالي قطرات دم، مع أني غسلت فرجي قبل المضمضة والاستنشاق.
فهل أعيد الغسل، والصلاة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فخروج الدم من البدن، ليس موجبا للغُسْلِ، إلا دم الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة، وخروج الدم أيضا من غير السبيلين ليس ناقضا للوضوء، كما بيناه في الفتوى رقم: 27157، والفتوى رقم: 26224.

وإن كنت تعني أن الدم خرج من أحد السبيلين، فإنه ناقض للوضوء، وإذا لم تعلم وقت خروجه، فإن خروجه يضاف لأقرب زمن، فإن رأيته بعد الوضوء وقبل الصلاة، فإنه يُحكم بأنه خرج بعد الوضوء، فيلزمك إعادة الوضوء، وتعيد الصلاة كذلك إن كنت صليت دون أن تعيد الوضوء. وإن رأيته بعد الوضوء والصلاة، فإنه يُحكم بخروجه بعد الصلاة، ولا تلزمك إعادتها؛ لأن الأصل مضيها على الصحة.

قال الرملي الشافعي -رحمه الله تعالى- في نهاية المحتاج: فَإِنْ احْتَمَلَ وُجُودَهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَلَا، إذْ الْأَصْلُ فِي كُلِّ حَادِثٍ تَقْدِيرُهُ بِأَقْرَبِ زَمَنٍ، وَالْأَصْلُ عَدَمُ وُجُودِهِ قَبْلَ ذَلِكَ. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 197023 في حكم من لم يكتشف النجاسة في ثوبه إلا بعد الانتهاء من الصلاة، ويلزمك بعد ذلك أن تتوضأ إذا أردت فعل ما يلزم له الوضوء.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني