الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا غير قادر على الزواج بسبب سوء الأحوال وغير قادر على مجاهدة نفسي وأدعو الله بتيسير الأمور ولا يستجيب لي، ما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحل لزوم باب الرحمن حتى يفتح لك، واعلم أن السبب لما أنت فيه هو نفسك ، قال تعالى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79]. فكل ما يصيب الإنسان من خير ونعمة فهو محض فضل من الله، وكل ما يصيبه من شر وسوء فهو بسبب نفسه ومعصيته لله. ففتش في نفسك وانظر أيَّ مانع أنت متلبس به يمنع الاستجابة عنك ويسد بابها دونك، فإن الرجل يدعو الله ويقول يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام فأنى يستجاب له. ومن موانع الاستجابة التي ينبغي أن تنتبه لها هو هذا الاستعجال الذي ورد من سؤالك، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر ويدع الدعاء. رواه مسلم. ثم هناك أمر آخر فقد تكون أنت لم تبذل جهدك لإصلاح وضعك المادي ولم تسع في فجاج الأرض حتى تجمع من المال ما يمكنك من الزواج، وكما قيل: وعاجز الرأي مضياع لفرصته === حتى إذا فات أمرعاتب القدرا وعلى كل حال فليس أمامك إلا الصبر، واعلم أن بعد الصبر فرجاً وبعد العسر يسرا، نسأل الله لك الإعانة والتوفيق. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني