الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كن على حذر من إخلاف عهدك مع الله

السؤال

سلام عليكم، بالسابق عندما أريد الاستمناء أنظر لمشاهد عادية بالتلفاز (بمجرد الرؤية للجنس الآخر) لكني عاهدت الله أني إذا فكرت في الاستمناء أن لا أرى تلك المشاهد لأن الاستمناء ليس للتلذذ،
السؤال:هل إذا شاهدت مشاهد عادية كالمسلسلات ونيتي المتابعة يعني أنني حنثت وتلزمني كفارة؟ وهل إذا شاهدتها بنية الاستمناء لكني تراجعت يعني أني حنثت أيضا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن العبد إذا عاهد ربه على فعل الشيء أو تركه، فحكمه حكم اليمين على الراجح كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم 10145، فعلى هذا فإن شاهدت هذه المسلسلات بنية إثارة الشهوة للوقوع في الاستمناء، فتلزمك حينئذ كفارة يمين، لأن هذا هو مقتضى اليمين، وإن كنت شاهدت هذه المسلسلات لمجرد الاطلاع، فلا تلزمك كفارة يمين، ثم إننا ننبهك إلى عدة أمور: الأول: أن مشاهدة هذه المسلسلات والأفلام لا يجوز مطلقا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1791. الثاني: أن الاستمناء محرم على الراجح من أقوال العلماء كما سبق بيانه في الفتوى رقم 2179. الثالث: أن الوفاء بالعهد واجب ولو كان مع خلق الله، فكيف إذا كان هذا العهد مع الخالق، فقد ذم الله تعالى قوما عاهدوه ثم نكثوا عهدهم حيث قال عنهم: وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ *فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ [التوبة:75 -77] فكن على حذر من إخلاف عهدك مع الله. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني