الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل صرف العبادة لغير الله شرك محض أم يجب أن يقترن به نية التعبد؟

السؤال

هل صرف العبادة لغير الله - كالسجود، والنذر، والصلاة، والذبح- شرك بمحضه، ومجرد قصد أداء هذا العمل لغير الله يخرج من ملة الإسلام، أم يجب أن تقترن به نية التعظيم، والتقرب، والعبادة؟ ومن نوى التقرب، والتعظيم بالذبح لغير الله، وليس التقرب، والتعظيم بالعبادة الذي يصرف لله، وإنما يذبح للأمير ليتقرب له، ويكون عنده محبوبًا، بحيث يعطيه شيئًا من الدنيا، أو ليحبه، أو إجلالًا له؛ ليبين له معزته عنده، وأنه ليس كسواه من الناس، فهل هذا أيضًا يدخل في الشرك؟ وإذا كان مجرد صرف العبادة لغير الله يعد كفرًا أكبر، فلماذا يستثني البعض ذبح الهجر، والسجود بنية التحية؟ وجزيتم خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:

فصرف العبادة لغير الله شرك بمحضه، إذا أريد به العبادة، فإن كان هذا الشيء مما لا يتصور إلا أن يكون عبادة، فصرفه لغير الله لا يكون إلا شرًكا، وذلك كالنذر، والصلاة.

وأما إن كان قد يصدر على جهة العبادة، أو غيرها ففيه تفصيل، فالسجود منه ما يكون تحية، ومنه ما يكون على جهة العبادة، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 126101.

وأما النذر، والصلاة: فلا يتصور صدوره على غير جهة العبادة، وقد بينا دلائل كون النذر لغير الله شركًا في الفتوى رقم: 254389.

وأما الذبح: فالصورة المسؤول عنها لا تدخل في الذبح الذي هو شرك، ووجه استثناء الهجر، ونحوه مما يعد شركًا قد بيناه في الفتوى رقم: 190987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني