الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تناقض بين عبارة ( رهبان بالليل) و(لا رهبانية..)

السؤال

لقد سمعت أحد المشايخ يقول إن الصحابة كانوا فرسانا بالنهار رهبانا بالليل، وسمعت آخر يقول لا رهبانية في الإسلام.
ماهو وجه التوفيق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا تناقض بين التعبيرين، إذ قولهم عن الصحابة إنهم كانوا رهبانًا بالليل تعبير مجازي يقصد به كثرة التعبد والانقطاع إلى الله بالليل صلاة وقراءة ودعاء وبكاءً، فأشبه حالهم حال الرهبان في كثرة العبادة. أما الرهبانية المنهي عنها والتي تخالف الإسلام فهي ترك الاشتغال بأمر المعاش، والانقطاع الكامل للعبادة، وقد تكون بتحريم بعض المباحات للاستعانة على العبادة، كما في الحديث المتفق عليه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني. أما عبارة "لا رهبانية في الإسلام" فهي مشهورة على أنها حديث، وليست بحديث، وقد ذكرها العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما يدور من الحديث على ألسنة الناس. حيث قال هناك: (لا رهبانية في الإسلام) قال ابن حجر: لم أره بهذا اللفظ، لكن في حديث سعد بن أبي وقاص عند البيهقي: إن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة. . اهـ والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني