الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يثبت في الاستمناء حديث صحيح

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما هو حكم الاستمناء أو ناكح اليدين؟ وهل ذكرت أحاديث فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ و كيفية العلاج منه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الاستمناء - وهو المسمى بالعادة السرية - حرام على قول أكثر العلماء، وهو الراجح. وقد سبق فتاوى كثيرة في هذا الموضوع، منها الفتوى رقم: 2179 فراجعها. ولمعرفة كيفية التخلص من هذه العادة السيئة راجع الفتوى رقم: 7170. أما هل ذكرت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستمناء؟ فلا نعلم حديثًا صحيحًا ثابتًا عنه في ذلك. هذا وقد وردت بعض الأحاديث، وهي إما موضوعة أو لا أصل لها، وشاعت على ألسنة الناس، ومنها بعض الآثار عن التابعين ليست لها أسانيد. ومن ذلك حديث : "لعن الله ناكح يده"، ذكره صاحب عون المعبود، وصاحب "نيل الأوطار" عن أبي حنيفة أنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر صاحب "كنز العمال" بلا سند: "ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئًا من حقي.." إلى قوله: "وعلى ناكح يده.". وذكر صاحب "قرة العيون ونوح القلب المحزون": "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.."، فذكر منهم: "وناكح يده إن لم يتب". وهو بلا إسناد. وهنالك أثر أورده البغوي عن ابن جريج عن عطاء قال: "سمعت أن قومًا يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى، فأظنهم هؤلاء". ولم يسنده. وذكر أيضًا أثرًا آخرًا غير مسند عن سعيد بن جبير ، قال: "عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم". فالحاصل أنه لا يثبت في الاستمناء حديث صحيح، مع كونه حرامًا لأدلة أخرى أقواها الآية الكريمة من سورتي المؤمنون والمعارج: فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ[المؤمنون:7، المعارج:31]. وتجد ذلك مفصلاً في الفتاوى المحال عليها. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني