الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود ومعالم المسجد الأقصى

السؤال

هل صحيح أن المسجد الأقصى هو المسجد القبلي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمسجد القبلي جزء من المسجد الأقصى وليسه كله، سمي بذلك لأنه يقع في جهة القبلة في الناحية الجنوبية، وهو المصلى الرئيس الذي يقف فيه خطيب الجمعة، وفيه المحراب والمنبر، وهو في مكان المصلى الذي بناه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما افتتح بيت المقدس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: بنى عمر بن الخطاب مصلى المسلمين في مقدم المسجد الأقصى، فإن المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مقدمه، والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة، لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها، فأمر عمر رضي الله عنه بإزالة النجاسة عنها، وقال لكعب الأحبار: أين ترى أن نبني مصلى المسلمين؟ فقال: خلف الصخرة، فقال: يا ابن اليهودية! خالطتك يهودية، بل أبنيه أمامها، فإن لنا صدور المساجد ـ ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه صلى في محراب داود. اهـ.

ولذلك ينص أكثر المفسرين على تفسير المسجد الأقصى ببيت المقدس في قوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى {الإسراء: 1}.

قال ابن جزي في التسهيل لعلوم التنزيل: أما المسجد الأقصى فهو بيت المقدس الذي بإيلياء. اهـ.

وقال ابن الجوزي في زاد المسير: فأما الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فهو بيت المقدس. اهـ.

وقال الأستاذ محمد شُرَّاب في كتابه المعالم الأثيرة في السنة والسيرة: درج المسلمون على تسمية المسجد القائم إلى الجنوب من مسجد قبة الصخرة المشرفة المسجد الأقصى المبارك، والحقيقة أنّ المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرآن الكريم يشمل الحرم القدسي الشريف بأجمعه، والذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويشمل مسجد الصخرة، والمسجد الآخر، وكل ما في داخل السور. اهـ.

وقال الدكتور عبد الله معروف في أطلس معالم المسجد الأقصى: المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس المسورة التي تسمى اليوم البلدة القديمة، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة ذات القبة الذهبية، والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي ذو القبة الرصاصية السوداء أو البرونزية، والواقع أقصى جنوبه ناحية القِبلة، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وسبل ماء، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً ـ الدونم = 1000 متر مربع ـ ويحتل نحو سدس مساحة البلدة القديمة، وشكله مضلع أو شبه مستطيل غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني