الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مزية لمن سبق في علم الغيب النسبي

السؤال

ما هي فترة الغيب، بمعنى أنه يقال إننا نرى الأشياء ونسمعها، ولكن لا ندركها إلا بعد لحظات، وليس في نفس الوقت، إضافة إلى هذا أنه يمكن أن تحدث أشياء، وتصل متأخرة في منطقة أخرى، أو على سطح القمر.
فهل إذا كان هناك من يدرك أسرع منا كالجن مثلا، فهو يعلم الغيب، أم الغيب له فترة زمنية محددة لكي نسميه غيبا كأيام أو شهور؟
أرجو التفصيل وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن عقيدة المسلمين أنه لا يعلم أحد الغيب إلا الله، كما قال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}.

والمراد هنا الغيب المطلق، أما الغيب النسبي بمعنى أن يعلم شخص شيئًا قبل آخر، فما علمه الشخص الأول يعتبر غيبًا بالنسبة للشخص الآخر، وكون الأول سبق الأخير بعلم ذلك الشيء، لا يعني أنه يعلم الغيب المطلق، وإنما علم غيبًا نسبيًا، أي بالنسبة للأخير، وليس في ذلك ما يدل على مزية في الأول، تجعله يشترك في شيء من خصائص الله تعالى المتفرد بعلم الغيب المطلق.

وعلى هذا، فلو سمع الجن صوت الرعد قبل بني آدم، أو رأوا احتراق أحد الأجرام السماوية قبل سقوطه على الأرض ومشاهدة بني آدم له؛ لا يعني أنهم علموا الغيب مطلقًا، وإنما يعني أنهم علموا ما كان غيبًا على الإنسان لقصور حواسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني