الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموفق هو الذي يرتب وقته ويجمع بين عباداته

السؤال

أقوم الليل ثم أكون مجهدا عند الفجر وأكسل عن النزول للصلاة و قراءة القرآن في الفجر وهو له أجر كبير ما الحل؟ ماذا كان يفعل الصحابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن قيام الليل من أفضل الأعمال وأعظم القربات، ويمتد وقته من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل أن يكون بعد نوم؛ لقوله تعالى: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً[المزمل:6]، ولكن إذا كان الشخص لا يتمكن من القيام بعد النوم، فالأفضل له أن يقوم الليل ويوتر قبل النوم. وأما من كان يتمكن من القيام، فأفضل الهدي له في القيام ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: أحب الصلاة إلى اللَّه صلاة داود، وأحب الصيام إلى اللَّه صيام داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً. وهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ونقل عن بعضهم أنه كان يزيد على ذلك، ولكن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. والمؤمن اللبيب الموفق هو الذي يرتب وقته ويجمع بين عباداته، فيقوم الليل ويؤدي صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة في المسجد، لما في ذلك من الأجر العظيم والنفع العميم، ولذلك نقول للأخ السائل: لا ينبغي لك أن تجعل عملاً يطغى على عمل، لاسيما إذا كان المتروك أفضل من المأتي به وأكثر نفعًا. واعلم أن الراجح هو وجوب صلاة الجماعة في المسجد، وقيام الليل ليس واجبًا إجماعًا، والله جل وعلا يقول في الحديث القدسي: وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه. رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وراجع الفتاوى التالية: 1415، 11306، 13864، 28664. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني