الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم الشهرة في الإسلام، في الأمور البعيدة عن العبادات، والشرع؟
لنفترض أنني أريد أن أصبح كاتبًا روائيًّا مشهورًا، رغبة مني في تخليد اسمي، وترك بصمة لي في الدنيا، فما حكم ذلك؟ وهل الشهرة بصفة عامة مذمومة؟ وهل الشهرة التي تحفز الشخص على العمل مذمومة، كالمثال الذي ذكرته لكم؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج في محبة الإنسان الذِّكْرَ بين الناس بأمر من أمور الدنيا، إذا لم يكن أمرًا محرمًا، وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرِ، فَلَوْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئًا، قَالَ: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، فَهُوَ آمِنٌ. رواه أبو داود. وعند بن أَبِي شَيْبَةَ في المصنف: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ السَّمَاعَ، يَعْنِي: الشَّرَفَ، فَقَالَ: مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ، فَهُوَ آمِنٌ .. اهـ.

قال في عون المعبود: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرِ: أَيْ: يُحِبُّ هَذَا الْفَخْرَ، الَّذِي يَفْتَخِرُونَ بِهِ من أمور الدنيا. اهـ.

وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى حكم طلب الشهرة والرياء في الأمور الدنيوية، فانظر الفتوى رقم: 248770، وأيضًا الفتوى رقم: 296605 عن حكم الرياء في الأعمال الدنيوية، ومثلها الفتوى رقم: 363970، والفتوى رقم: 196037، وما في هذه الفتاوى يغني عن الإعادة هنا.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني