الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نزل العذاب بقريش في الدنيا؟

السؤال

من الآية الكريمة: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ " علمت أنها تخاطب قريشا. لكن حسب علمي، فقريش لم ينزل عليهم أي عذاب في الدنيا.
أرجو إفادتي في شأن هذه الآية.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الإمام القرطبي رحمه الله: قَوْلُهُ تَعَالَى:" فَإِنْ أَعْرَضُوا" يَعْنِي كُفَّارَ قُرَيْشٍ، عَمَّا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ يَا مُحَمَّدُ مِنَ الْإِيمَانِ." فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ" أَيْ خَوَّفْتُكُمْ هَلَاكًا مِثْلَ هَلَاكِ عَادٍ وَثَمُودَ." انتهى.

أما بخصوص قولك: لكن حسب علمي، فقريش لم ينزل عليهم أي عذاب في الدنيا. فإن أردت عذاب الاستئصال بحيث يهلكون جميعا، فكلامك صحيح، وهو أمر معلوم من السيرة.

أما إن كنت تقصد مطلق العذاب، فكلامك غير صحيح؛ فإن قريشا تعرضت للعذاب، فقتل منهم من قتل كما في بدر، كما تعرضوا لقحط شديد وجوع بعد ما دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو معلوم من السيرة.

وقد أخرج الإمام الطبري بسنده في تفسيره عن مجاهد في قوله تعالى: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ {السجدة:21}. قال: القتل والجوع لقريش في الدنيا. انتهى.

وأخرج كذلك عن مجاهد أنه كان يحدّث عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقول:(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ العَذَابِ الأدْنَى دُونَ العَذَابِ الأكْبَرِ) يوم بدر. انتهى.

وقال الطبري: قال آخرون: عنى بذلك سنون أصابتهم. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني