الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز ارتكاب الصغائر بحجة تكفيرها بالصلاة

السؤال

ما ردك يا شيخ على من يقول: الصلاة تكفر صغائر الذنوب، فلماذا نجتنب الذنوب الصغيرة والله غفور رحيم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الكبائر من الذنوب لا تكفر إلا بالتوبة على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 3000. وما ورد في تكفير بعض العبادات للذنوب كالصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ونحو ذلك، فالمراد بها صغائر الذنوب على الصحيح، إلا أن هذا لا يعني بأي حال أن يتجرأ العبد على إتيان هذه الذنوب، لعدة أمور منها: أولاً: أنه لا يدري هل كانت تلك الأعمال مقبولة عند الله حتى تكون كفارة لذنوبه، وحال المؤمن دائماً الإشفاق من أن لا يكون عمله مقبولاً، كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]، حيث قال: هو الرجل يصلي ويتصدق ويخاف أن لا يتقبل منه. رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها. ثانياً: أن هذه الذنوب وإن كانت صغيرة، فهي بالنظر إلى من عُصِيَ وهو الله عز وجل كبيرة، لذا قد ورد عن بعض السلف قولهم: لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. ثالثاً: أن هذه الصغائر إذا اجتمعت على المرء أهلكته، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، يراجع هذا وما قبله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25756، 36926، 18127. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني