الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطأ المسارعة في تكفير الناس

السؤال

قالت لي صديقة إن أكبر خطأ يقوم به المسلمون، هو تلقين الشهادة للكفار الذين يريدون الدخول إلى الإسلام؛ لأنهم يجب أن يقتنعوا أولا بقلوبهم. فقلت لها: إنهم لم يريدوا الدخول في الإسلام وإلا وهم مقتنعون، وقد بحثوا وعرفوا الحق، فالشهادة هي التي تحكم بإسلامهم. وأخبرت زوجي بهذا، وقلت له إنها كفرت بهذا الكلام، وقال لي: نعم. فهل ما قالته كفر؟ وإذا لم يكن كفرا هل يرجع علي أنا وزوجي الكفر؟
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت السائلة في قولها وحكمها على صديقتها بالكفر عيناً، بسبب كلامها المذكور. كما أخطأ زوجها في إقرارها على ذلك!! لأنه على فرض أن صديقتها قالت كلمة الكفر، فلا يلزم من ذلك أنها كفرت بالفعل؛ لأنه ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، لاحتمال أن يكون عنده مانع من موانع التكفير، كالجهل أو التأويل. وراجعي في ذلك الفتويين: 721، 65312.

فما بالنا إن كانت كلمة هذه المرأة ليست بكفر أصلا، كما هو الواقع، وإنما غايته حصول إثم الخطأ أو التكلم في الدين بغير علم.
ثم إن تنزيل حكم الكفر على الأعيان، لا يتسنى لعامة الناس، بل هذا اختصاص أهل العلم الراسخين، كما سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 266185.
وأما السؤال عن رجوع الكفر على السائلة وزوجها بسبب قولهما هذا، فجوابه: أنه لا يرجع عليهما، لأنهما قالا ما قالاه متأولين أو جاهلين، كما سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 327895.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني