الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينتقض الوضوء بمجرد الشعور بخروج ريح؟

السؤال

أولا: يخرج مني أثناء الصلاة، عند السجود، سائل، وأعلم أنه ينقض الوضوء؛ فأذهب لأتوضأ، ثم يحدث مرة أخرى، ويجعلني أعيد وضوئي مرات عديدة، وهو يحدث في مرات، ومرات أخرى لا يحدث. فماذا علي أن أفعل حقا؟ هذا يشعرني بالحزن؛ لأنني لا أستطيع إكمال صلاتي.
ثانيا: في بعض الأحيان أشعر بخروج شيء من الريح، ولكني لم أشم رائحة، ولم أسمع صوتا.
فهل الوضوء قد بطل أم لا؟
آسفة على الإطالة، ولكني حقا بحاجة إلى المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه. ثم إذا كان السائل المذكور يستمر معظم الوقت، بحيث لا تجدين وقتًا تصلين فيه الفريضة بطهارة صحيحة، أو كان انقطاع هذا السائل يكون غير منتظم، بحيث يمكن أن ينزل في أي وقت، فالمرجح عندنا أن هذا له حكم السلس, فيكفيك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلي بهذا الوضوء الفرض, وما شئت من النوافل مع التحفظ بشد خرقة، أو نحوها, ولا يضرك ما نزل من هذا السائل, سواء أثناء الصلاة, أو قبلها. وانظري الفتويين ذواتي الرقمين: 30159، 136434.

أما إذا كان السائل المذكور لا يلازمك دائمًا، بحيث يمكنك أن تصلي في الوقت بطهارة صحيحة, فإنه لا ينطبق عليك حكم السلس. وبالتالي, فإن السائل المذكور يعتبر ناقضا للوضوء.

وبخصوص السؤال الثاني, فإن مجرد الشعور بخروج ريح من غير سماع صوت, ولا شم رائحة، لا ينقض الوضوء, فالأصل بقاء الطهارة حتى يحصل يقين ببطلانها, وراجعي في ذلك الفتوى ذات الرقم:371125

وينبغي الحذر من الوسوسة, فإنها داء خطير, فينبغي الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك علاج نافع لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني