الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الأخذ بمذهب الإمام مالك في طهارة لعاب الكلب

السؤال

مصاب بالوسواس القهري، وأريد أن أتبع مذهب مالك في طهارة لعاب الكلب، ولكني قرأت ردًا لكلام مالك، وهو التالي: قال ابن عمر: وقد كنت أبيت في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الكلاب إلخ، فأشار إلى أن ذلك كان في الابتداء، ثم ورد الأمر بتكريم المسجد حتى من لغو الكلام.
وبهذا يندفع الاستدلال به على طهارة الكلب، كذلك أن بعض الصحابة أقروا بنجاسة الكلب، وكذلك أنه أمر بتطهير المساجد ووضع الأبواب عليها. فهل يجوز لي اتباع مذهب مالك مع وجود الأدلة لدي التي تنجس لعاب الكلب؟ وما هو رد مذهب مالك على ما ذكرته من أدلة غيره؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد،

فما دمت مصابا بالوسواس القهري، فلا فائدة في بحثك عن أقوال أهل العلم والرد عليها، فإن ذلك قد يزيدك حيرة واضطرابًا، ولا حرج عليك في العمل بمذهب مالك في هذه المسألة والترخص به، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز الأخذ بالرخصة عند الحاجة، قال السبكي في الأشباه والنظائر: يجوز التقليد للجاهل والأخذ بالرخصة من أقوال العلماء بعض الأوقات عند مسيس الحاجة من غير تتبع الرخص، ومن هذا الوجه يصح أن يقال الاختلاف رحمة؛ إذ الرخص رحمة. اهـ.

واجتهد في أمر الإعراض عن الوساوس، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك من أعظم ما يعين على التخلص منها، جاء في فتاوى ابن الصلاح: الموسوس عليه الإعراض عن الوسوسة أصلا، فَإِنَّهُ -إِن شَاءَ الله تَعَالَى- سيخزى بعد ذَلِك شَيْطَانه وتزايله وسوسته، وَتصْلح فِي النِّيَّة حَالَته، وَإِن لم يفعل فَإِنَّمَا هُوَ مُتَحَقق بِمَا قَالَه إِمَام الْحَرَمَيْنِ، إِذْ يَقُول: الوسوسة مصدرها الْجَهْل بمسالك الشَّرِيعَة، أَو نُقْصَان فِي غريزة الْعقل، ونسأل الله الْعَظِيم لنا وَله الْعَافِيَة. اهـ.

هذا بالإضافة إلى التزام الذكر وتلاوة القرآن والرقية الشرعية، وراجع للمزيد الفتوى: 3086.

نسأل الله تعالى لك العافية والسلامة من كل بلاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني